الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } * { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } * { قَالَ ٱخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ }

قوله تعالى: { لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } [الأعراف: 16] - إلى قوله تعالى - { مَذْءُوماً مَّدْحُوراً } [الأعراف: 18].

- محمد بن يعقوب: بإسناده عن ابن محبوب، عن حنان و علي بن رئاب، عن زرارة، قال: قلت له: قول الله عز و جل: { لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }؟

قال: فقال أبو جعفر (عليه السلام): " يا زرارة، إنما صمد لك و لأصحابك، فأما الآخرون فقد فرغ منهم ".

- أحمد بن محمد بن خالد البرقي: [عن ابن محبوب]، عن حنان بن سدير و علي بن رئاب، عن زرارة، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قوله تعالى: { لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }؟

فقال أبو جعفر (عليه السلام): " يا زرارة، إنما صمد لك و لأصحابك، فأما الآخرون فقد فرغ منهم ".

- العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " الصراط الذي قال إبليس: { لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } الآية، و هو علي (عليه السلام) ".

- عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: { لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } - إلى- { شَاكِرِينَ } ، قال: " يا زرارة، إنما عمد لك و لأصحابك، و أما الآخرون فقد فرغ منهم ".

- الطبرسي: عن الباقر (عليه السلام)، في معنى الآية: " { مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } أهون عليهم أمر الآخرة { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } آمرهم بجمع الأموال و منعها عن الحقوق لتبقى لورثتهم { وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ } أفسد عليهم أمر دينهم، بتزيين الضلالة، و تحسين الشبهة { وَعَن شَمَآئِلِهِمْ } بتحبيب اللذات إليهم، و تغليب الشهوات على قلوبهم ".

- علي بن إبراهيم، في معنى الآية: أما { بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } فهو من قبل الآخرة، لأخبرنهم أنه لا جنة و لا نار و لا نشور، و أما { خَلْفِهِمْ } يقول: من قبل دنياهم آمرهم بجمع الأموال و آمرهم أن لا يصلوا في أموالهم رحما، و لا يعطوا منه حقا، و آمرهم أن يقللوا على ذرياتهم و أخوفهم عليهم الضيعة، و أما { وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ } عَنْ أَيْمانِهِمْ يقول:

من قبل دينهم، فإن كانوا على ضلالة زينتها لهم، و إن كانوا على هدى جهدت عليهم حتى أخرجهم منه، و أما { وَعَن شَمَآئِلِهِمْ } يقول: من قبل اللذات و الشهوات، يقول الله:وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ } [سبأ: 20].

- و قال علي بن إبراهيم: و أما قوله: { ٱخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَّدْحُوراً } اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً فالمذءوم: المعيب، و المدحور: المقصي، أي ملقى في جهنم.