قوله تعالى: { ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ } - إلى قوله تعالى - { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [الأعراف: 157]. - محمد بن يعقوب: بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله عز و جل: { ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ } - إلى قوله-: { وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } ، قال: " النور في هذا الموضع أمير المؤمنين و الأئمة (عليهم السلام) ". - و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الاستطاعة و قول الناس، فقال و تلا هذه الآية{ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ } [هود: 118-119]: " يا أبا عبيدة، الناس مختلفون في إصابة القول، و كلهم هالك ". قال: قلت: قوله:{ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ } [هود: 119]؟ قال: " هم شيعتنا، و لرحمته خلقهم، و هو قوله:{ وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ } [هود: 119] يقول: لطاعة الإمام و الرحمة التي يقول:{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } [الأعراف: 156] يقول: علم الإمام، و وسع علمه- الذي هو من علمه- كل شيء، هم شيعتنا، ثم قال:{ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } [الأعراف: 156] يعني ولاية غير الإمام و طاعته، ثم قال: { يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ } يعني النبي (صلى الله عليه و آله) و الوصي و القائم يأمرهم بالمعروف إذا قام و ينهاهم عن المنكر، و المنكر من أنكر فضل الإمام و جحده { وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ } أخذ العلم من أهله { وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ } و الخبائث: قول من خالف { وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ } و هي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام { وَٱلأَغْلاَلَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ } و الأغلال: ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الإمام، فلما عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم، و الإصر: الذنب و هي الآصار. ثم نسبهم فقال: { فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ } يعني بالإمام { وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } يعني الذين اجتنبوا الجبت و الطاغوت أن يعبدوها، و الجبت و الطاغوت: فلان و فلان و فلان، و العبادة: طاعة الناس لهم. ثم قال:{ وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ } [الزمر: 54] ثم جزاهم فقال:{ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ } [يونس: 64] و الإمام يبشرهم بقيام القائم، و بظهوره، و بقتل أعدائهم، و بالنجاة في الآخرة، و الورود على محمد (صلى الله عليه و آله) و آله الصادقين على الحوض ".