الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ } * { فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ } * { وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }

قوله تعالى: { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ } - إلى قوله تعالى- { وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } [49-52]

10991/ [1]- علي بن إبراهيم: في قوله: { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ } قال: النعمة: الرحمة { لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ } قال: العراء: الموضع الذي لا سقف له.

قوله تعالى: { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ } قال: لما أخبرهم رسول الله (صلى الله عليه و آله) بفضل أمير المؤمنين (عليه السلام) قالوا: هو مجنون، فقال الله سبحانه: { وَمَا هُوَ } يعني أمير المؤمنين (عليه السلام): { إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }.

10992/ [2]- الشيخ في (التهذيب): بإسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن عبد الصمد بن بشير، عن حسان الجمال، قال: حملت أبا عبد الله (عليه السلام) من المدينة إلى مكة، قال: فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر في ميسرة الجبل”، فقال: “ذاك موضع قدم رسول الله (صلى الله عليه و آله)، حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه”.

ثم نظر في الجانب الآخر، قال: “ذاك موضع فسطاط أبي فلان و فلان و سالم مولى أبي حذيفة و أبي عبيدة ابن الجراح، فلما رأوه رافعا يده، قال بعضهم: انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون، فنزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية: { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } ” ثم قال: “يا حسان، لو لا أنك جمالي ما حدثتك بهذا الحديث”.

10993/ [3]- محمد بن العباس، قال: حدثنا الحسين بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسى، عن يونس ابن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، عن الحسين الجمال، قال حملت: أبا عبد الله (عليه السلام) من المدينة إلى مكة، فلما بلغ غدير خم نظر إلي، و قال: “هذا موضع قدم رسول الله (صلى الله عليه و آله) حين أخذ بيد علي (عليه السلام) و قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، و كان عن يمين الفسطاط أربعة نفر من قريش- سماهم لي- فلما نظروا إليه و قد رفع يده حتى بان بياض إبطيه، قالوا: انظروا إلى عينيه، قد انقلبتا كأنهما عينا مجنون، فأتاه جبرئيل فقال: اقرأ { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } و الذكر: علي بن أبي طالب (عليه السلام)”.

فقلت: الحمد لله الذي أسمعني منك هذا. فقال: “لو لا أنك جمال ما حدثتك بهذا، لأنك لا تصدق إذا رويت عني”.