الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُواْ ذَوَىْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً } * { وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }

قوله تعالى: { فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ } [2] 10826/ [1]- علي بن إبراهيم، قوله تعالى: { فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ } يعني إذا انقضت عدتها، إما أن يراجعها، و إما أن يفارقها، يطلقها و يمتعها، على الموسع قدره، و على المقتر قدره.

قوله تعالى: { وَأَشْهِدُواْ ذَوَىْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَادَةَ لِلَّهِ } [2]

10827/ [2]- محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن رجل طلق امرأته بعد ما غشيها، بشهادة عدلين. فقال: “ليس هذا بطلاق”.

فقلت: جعلت فداك، كيف طلاق السنة؟ فقال: “يطلقها إذا طهرت من حيضها، قبل أن يغشاها، بشهادة عدلين، كما قال الله عز و جل في كتابه، فإن خالف ذلك رد إلى كتاب الله عز و جل”.

فقلت له: فإن طلق على طهر من غير جماع بشاهد و امرأتين؟ فقال: “لا تجوز شهادة النساء في الطلاق، و قد تجوز شهادتهن مع غيرهن في الدم إذا حضرته”.

فقلت: إذا أشهد رجلين ناصبيين على الطلاق، أ يكون طلاقا؟ فقال: “من ولد على الفطرة أجيزت شهادته على الطلاق بعد أن يعرف منه خير”.

10828/ [3]- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، و محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): " من كتم شهادة أو شهدها ليهدر بها دم امرئ مسلم، أو يزوي مال امرئ مسلم، أتى يوم القيامة و لوجهه ظلمة مد البصر، و في وجهه كدوح، تعرفه الخلائق باسمه و نسبه، و من شهد شهادة حق ليحيي بها حق امرئ مسلم، أتى يوم القيامة و لوجهه نور مد البصر تعرفه الملائكة باسمه و نسبه "

ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): “ألا ترى أن الله تبارك و تعالى يقول: { وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَادَةَ لِلَّهِ }؟”.

قوله تعالى: { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } [2-3]

10829/ [1]- محمد بن يعقوب: عن علي عن علي بن الحسين، عن محمد الكناسي، قال: حدثنا من رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، في قوله عز و جل: { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ } ، قال: “هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء، ليس عندهم ما يتحملون [به] إلينا، فيسمعون حديثنا، و يقتبسون من علمنا، فيرحل قوم فوقهم و ينفقون أموالهم و يتبعون أبدانهم حتى يتعلموا حديثنا، فينقلوه إليهم، فيعيه هؤلاء، و يضيعه هؤلاء، فأولئك الذين يجعل الله عز ذكره لهم مخرجا، و يرزقهم من حيث لا يحتسبون”.

السابقالتالي
2 3