الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } * { ٱتَّخَذُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ }

قوله تعالى: { إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ } - إلى قوله تعالى- { فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } [1- 3]

10750/ [1]- محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام)- في حديث- قال: قلت: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُوا }؟ قال: “إن الله تبارك و تعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين، و جعل من جحد وصيه و إمامته كمن جحد محمدا و أنزل بذلك قرآنا، فقال: يا محمد { إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ } بولاية وصيك { قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } بولاية علي { لَكَاذِبُونَ * ٱتَّخَذُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } و السبيل هو الوصي { إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُواْ } برسالتك و كَفَرُوا بولاية وصيك { فَطُبِعَ } الله { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } ”.

قلت: ما معنى لا يفقهون؟ قال: “يقول: لا يعقلون بنبوتك”. [قلت]:وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ } [المنافقون: 5]؟ قال: “و إذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية علي، يستغفر لكم النبي من ذنوبكم { لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ } [المنافقون: 5] قال الله { وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ } [المنافقون: 5] عن ولاية علي { وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } [المنافقون: 5] عليه، ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال:سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ } [المنافقون: 6] يقول: الظالمين لوصيك”.

10751/ [2]- الطبرسي في (الاحتجاج): عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)، قال له طاوس اليماني: أخبرني عن قوم شهدوا شهادة الحق و كانوا كاذبين؟ قال: “المنافقون حين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه و آله) { نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } ”.

10752/ [3]- علي بن إبراهيم، قال: نزلت في غزاة المريسيع، و هي غزاة بني المصطلق في سنة خمس من الهجرة، و كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) خرج إليها، فلما رجع منها نزل على بئر، و كان الماء قليلا فيها، و كان أنس بن سيار حليف الأنصار، و كان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيرا لعمر بن الخطاب، فاجتمعوا على البئر، فتعلق دلو [ابن] سيار بدلو جهجاه، فقال [ابن] سيار: دلوي و قال: جهجاه دلوي، فضرب جهجاه يده على وجه [ابن] سيار، فسال منه الدم، فنادى [ابن] سيار بالخزرج، و نادى جهجاه بقريش، و أخذ الناس السلاح، و كاد أن تقع الفتنة، فسمع عبد الله بن أبي النداء، فقال: ما هذا؟ فأخبروه بالخبر، فغضب غضبا شديدا، ثم قال: قد كنت كارها لهذا المسير، إني لأذل العرب، ما ظننت أني أبقى إلى أن أسمع مثل هذا فلا يكون عند تغيير.

السابقالتالي
2 3