قوله تعالى: { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } [الأنعام: 91] - إلى قوله تعالى - { وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } [الأنعام: 92]. - محمد بن يعقوب: عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن الله لا يوصف، و كيف يوصف و قد قال في كتابه: { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ }؟ فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك ". - ابن بابويه، قال: حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان الكليني، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد العسكري (عليهم السلام) عن قول الله عز و جل:{ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } [الزمر: 67]. فقال: " ذلك تعيير الله تبارك و تعالى لمن شبهه بخلقه، ألا ترى أنه قال: { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } و معناه إذ قالوا: إن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه، كما قال الله عز و جل: { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ } ثم نزه عز و جل نفسه، عن القبضة و اليمين فقال:{ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [الزمر: 67] ". - و قال علي بن إبراهيم: { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } قال: لم يبلغوا من عظمة الله أن يصفوه بصفاته { إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ } إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ و هم قريش و اليهود، فرد الله عليهم و احتج و قال: { قُلْ } لهم يا محمد { مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىٰ نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا } يعني تقرءون ببعضها { وَتُخْفُونَ كَثِيراً } يعني من أخبار رسول الله (صلى الله عليه و آله) { وَعُلِّمْتُمْ مَّا لَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنتُمْ وَلاَ ءَابَآؤُكُمْ قُلِ ٱللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } يعني فيما خاضوا فيه من التكذيب. ثم قال: { وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ } يعني القرآن { أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } يعني التوراة و الإنجيل و الزبور { وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا } يعني مكة، و إنما سميت أم القرى لأنها أول بقعة خلقت { وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ } أي بالنبي و القرآن { وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ }. - العياشي: عن علي بن أسباط قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): لم سمي النبي (صلى الله عليه و آله) الامي؟ قال: " نسب إلى مكة، و ذلك من قول الله: { وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا } و ام القرى: مكة، فقيل أمي لذلك ".