قوله تعالى: { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَٰتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } [الأنعام: 4] - إلى قوله تعالى - { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ } [الأنعام:18] - و قال علي بن إبراهيم: قوله تعالى: { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَٰتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } إلى قوله: { وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ * وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَٰباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } فإنه محكم. - و عنه: ثم قال تعالى حكاية عن قريش: { وَقَالُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } يعني على رسول الله (صلى الله عليه و آله) { وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } فأخبر عز و جل أن الآية إذا جاءت و الملك إذا نزل و لم يؤمنوا هلكوا، فاستعفى النبي (صلى الله عليه و آله) من الآيات رأفة منه و رحمة على أمته، و أعطاه الله الشفاعة. ثم قال الله: { وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ * وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } أي نزل بهم العذاب. ثم قال: { قُلْ } لهم، يا محمد { سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ ٱنْظُرُواْ } أي انظروا في القرآن، و أخبار الأنبياء { كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ }. - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، و الحسين بن سعيد، جميعا عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن زيد بن الوليد الخثعمي، عن أبي الربيع الشامي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل:{ قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ } [الروم: 42]، فقال: " عنى بذلك أي انظروا في القرآن فاعلموا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم، و ما أخبركم عنه ". - العياشي: عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " لبسوا عليهم، لبس الله عليهم. فإن الله يقول { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } ". - و قال علي بن إبراهيم: ثم قال: { قُل } لهم { لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ثم رد عليهم فقال: { قُل } لهم { للَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ } يعني أوجب الرحمة على نفسه. - و عنه، قال: قوله تعالى: { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } يعني ما خلق بالليل و النهار هو كله لله. ثم احتج عز و جل عليهم، فقال: { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي مخترعهما. و قوله تعالى: { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } إلى قوله: { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ } فإنه محكم.