قوله تعالى: { وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّٰكُم بِٱلَّيلِ } [الأنعام: 60] - إلى قوله تعالى - { وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ } [الأنعام: 61] - و قال علي بن إبراهيم: قوله تعالى: { وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّٰكُم بِٱلَّيلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِٱلنَّهَارِ } يعني ما علمتم بالنهار، و قوله { ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ } يعني ما عملتم من الخير و الشر. - قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: { لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى }. قال: " هو الموت { ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ". ثم قال: و أما قوله: { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً } يعني الملائكة الذين يحفظونكم و يضبطون أعمالكم { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا } حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا و هم الملائكة { وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ } أي لا يقصرون. - ابن بابويه: قال: سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز و جل:{ ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا } [الزمر: 42] و عن قول الله عز و جل:{ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ } [السجدة: 11] و عن قول الله عز و جل:{ ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ طَيِّبِينَ } [النحل: 32] و{ ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ } [النحل: 28] و عن قوله عز و جل: { تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا } و عن قوله:{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } [الأنفال: 50] و قد يموت في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه إلا الله عز و جل، فكيف هذا؟ فقال: " إن الله تبارك و تعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة، يقبضون الأرواح بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الإنس، يبعثهم في حوائجه، فتتوفاهم الملائكة، و يتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبضه هو، و يتوفاهم الله عز و جل من ملك الموت ".