قوله تعالى: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } [الأنعام: 33] - إلى قوله تعالى - { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا } [الأنعام: 34]. - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر ابن سويد، عن محمد بن أبي حمزة، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قرأ رجل على أمير المؤمنين (عليه السلام): { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } فقال: بلى و الله لقد كذبوه أشد التكذيب، و لكنها مخففة: لا يكذبونك، أي لا يأتون بباطل يكذبون به حقك ". - و عنه: عن محمد بن الحسن و غيره، عن سهل، عن محمد بن عيسى و محمد بن يحيى و محمد بن الحسين، جميعا عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز و جل: { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ }: " و لكنهم يجحدون بغير حجة لهم ". - العياشي: عن عمار بن ميثم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قرأ رجل عند أمير المؤمنين (عليه السلام) { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } فقال: بلى " و الله لقد كذبوه أشد التكذيب، و لكنها مخففة: لا يكذبونك، أي لا يأتون بباطل يكذبون به حقك ". - عن الحسين بن المنذر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ }. قال: " لا يستطيعون إبطال قولك ". - علي بن إبراهيم، قال: إنها قرئت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: " بلى و الله لقد كذبوه أشد التكذيب، و إنما نزلت: لا يكذبونك، أي لا يأتون بحق يبطلون حقك ". - ثم قال علي بن إبراهيم، حدثني أبي، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا حفص، إن من صبر صبر قليلا، و إن من جزع جزع قليلا- ثم قال- عليك بالصبر في جميع أمورك، فإن الله بعث محمدا و أمره بالصبر و الرفق، فقال:{ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } [المزمل: 10] و قال:{ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } [فصلت: 34] فصبر رسول الله (صلى الله عليه و آله) حتى نالوه بالعظائم، و رموه بها، فضاق صدره، فأنزل الله عز و جل:
