قوله تعالى: { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } [الأنعام: 19]. - علي بن إبراهيم: قال: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ }: " و ذلك أن مشركي أهل مكة قالوا: يا محمد، ما وجد الله رسولا يرسله غيرك؟! ما نرى أحدا يصدقك بالذي تقول. و ذلك في أول ما دعاهم، و هو يومئذ بمكة قالوا: و لقد سألنا عنك اليهود و النصارى، فزعموا أنه ليس لك ذكر عندهم، فأتنا بمن يشهد أنك رسول الله. قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): " الله شهيد بيني و بينكم ". - ابن بابويه، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة، قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن محمد بن عيسى بن عبيد، قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): " ما تقول إذا قيل لك: أخبرني عن الله عز و جل، أ شيء هو أم لا شيء؟ ". قال: قلت: قد أثبت الله عز و جل نفسه شيئا، حيث يقول { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } و أقول: إنه شيء لا كالأشياء، إذ في نفي الشيئية عنه نفيه و إبطاله. قال لي: " صدقت، و أحسنت ". ثم قال الرضا (عليه السلام): " للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفي، و تشبيه، و إثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، و مذهب التشبيه لا يجوز، لأن الله تبارك و تعالى لا يشبهه شيء، و السبيل في الطريقة الثالثة إثبات بلا تشبيه ". - العياشي: عن هشام المشرقي، قال: كتب إلى أبي الحسن الخراساني (عليه السلام) رجل يسأل عن معاني التوحيد، قال: فقال لي: " ما تقول إذا قالوا لك: أخبرنا عن الله، شيء هو أم لا شيء؟ ". قال: فقلت: إن الله تعالى أثبت نفسه شيئا، فقال { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } أقول: شيء كالأشياء، أو نقول: إن الله جسم؟ فقال: " و ما الذي يضعف فيه من هذا؟ إن الله جسم لا كالأجسام، و لا يشبهه شيء من المخلوقين ". قال: ثم قال: " إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: مذهب نفي، و مذهب تشبيه، و مذهب إثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، و مذهب التشبيه لا يجوز، و ذلك أن الله لا يشبهه شيء، و السبيل في ذلك الطريقة الثالثة، و ذلك أنه مثبت لا يشبهه شيء، و هو كما وصف نفسه أحد صمد نور ".