الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَٰبِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } * { وَإِذَا جَآءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ }

قوله تعالى: { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } [الأنعام: 122] - إلى قوله تعالى - { وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ } [الأنعام: 124].

- محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن بريد، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قول الله تبارك و تعالى: { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ } فقال: " ميت لا يعرف شيئا { نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ } إماما يأتم به { كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } - قال- الذي لا يعرف الإمام ".

- و قال علي بن إبراهيم، في قوله: { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ } ، قال: جاهلا عن الحق و الولاية فهديناه إليها { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ } قال: النور: الولاية { كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } يعني في ولاية غير الأئمة (عليهم السلام) { كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }.

- العياشي: عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال: { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ } ، قال: " الميت: الذي لا يعرف هذا الشأن- قال- أ تدري ما يعني { مَيْتاً }؟ " قال: قلت: جعلت فداك، لا. قال: " الميت: الذي لا يعرف شيئا { فَأَحْيَيْنَٰهُ } فَأَحْيَيْناهُ بهذا الأمر { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ } - قال- إماما يأتم به " قال: { كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } ، قال: " كمثل هذا الخلق الذين لا يعرفون الإمام ".

- و في رواية أخرى، عن بريد العجلي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ } ، قال: " الميت: الذي لا يعرف هذا الشأن، يعني هذا الأمر { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً } إماما يأتم به يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام) ".

قلت: فقوله: { كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } فقال بيده هكذا: " هذا الخلق الذي لا يعرفون شيئا ".

- قال علي بن إبراهيم: قوله تعالى: { وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَٰبِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } أي يمكرون بأنفسهم، لأن الله يعذبهم عليه { أَوَإِذَا جَآءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِ } قال: قالت الأكابر: لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي الرسل من الوحي و التنزيل، فقال الله تبارك و تعالى: { ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ } أي يعصون الله في السر.

- العياشي: عن صفوان، عن ابن سنان، قال: سمعته يقول: " أنتم أحق الناس بالورع، عودوا المرضى، و شيعوا الجنائز، إن الناس ذهبوا كذا و كذا، و ذهبتم حيث ذهب الله { ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } ".