قوله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَٰطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً } [الأنعام: 112] - إلى قوله تعالى - { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً } [الأنعام: 114] - علي بن إبراهيم: ما بعث الله نبيا إلا و في أمته { شَيَٰطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ } أي يقول بعضهم لبعض: لا تؤمنوا بزخرف القول غرورا فهذا وحي كذب. - و قال علي بن إبراهيم: و حدثني أبي، عن الحسين بن سعيد، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما بعث الله نبيا إلا و في أمته شيطانان يؤذيانه و يضلان الناس بعده، فأما صاحبا نوح فقيطفوص و خرام، و أما صاحبا إبراهيم فمكثل و رزام، و أما صاحبا موسى فالسامري و مرعتيبا، و أما صاحبا عيسى فبولس، و مرتيون، و أما صاحبا محمد (صلى الله عليه و آله) فحبتر و زريق ". - الطبرسي: روي عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: " إن الشياطين يلقى بعضهم بعضا فيلقي إليه ما يغوي به الخلق حتى يتعلم بعضهم من بعض ". - و قال علي بن إبراهيم: قوله تعالى: { وَلِتَصْغَىۤ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } لتصغى إليه: أي يستمع لقوله المنافقون، و يرضوه بألسنتهم و لا يؤمنون بقلوبهم، { وَلِيَقْتَرِفُواْ } أي لينتظروا { مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } أي منتظرون. ثم قال: قل لهم يا محمد: { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً } أي يفصل بين الحق و الباطل.