قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ } - إلى قوله تعالى- { بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ } [8] 10559/ [1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } ، قال: كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و آله) يأتون رسول الله (صلى الله عليه و آله) فيسألونه أن يسأل الله لهم، و كانوا يسألون ما لا يحل لهم، فأنزل الله عز و جل: { وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ } ، و قولهم له إذا أتوه: أنعم صباحا، [و] أنعم مساء، و هي تحية أهل الجاهلية، فأنزل الله تعالى: { وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ } ، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه و آله): “قد أبدلنا بخير من ذلك: تحية أهل الجنة، السلام عليكم”. 10560/ [2]- محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: “دخل يهودي على رسول الله (صلى الله عليه و آله) و عائشة عنده، فقال: السام عليكم. فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): عليكم، ثم دخل آخر، فقال مثل ذلك، فرد عليه كما رد على صاحبه، ثم دخل آخر، فقال مثل ذلك، فرد عليه رسول الله (صلى الله عليه و آله) كما رد على صاحبيه، فغضبت عائشة، فقالت: عليكم السام و الغضب و اللعنة يا معشر اليهود و يا إخوة القردة و الخنازير. فقال لها رسول الله (صلى الله عليه و آله): يا عائشة، إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء، و إن الرفق لم يوضع على شيء قط إلا زانه، و لا يرفع عنه قط إلا شانه. فقالت: يا رسول الله، أما سمعت إلى قولهم: السام عليكم؟ فقال: بلى، أما سمعت ما رددت عليهم؟ قلت: عليكم، فإذا سلم عليكم مسلم فقولوا: سلام عليكم، و إذا سلم عليكم كافر فقولوا: عليك”.