الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } * { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } * { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ }

10112/ [1]- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قلت له: أخبرني عن قول الله عز و جل: { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } ، فقال: “هي محبوكة إلى الأرض” و شبك بين أصابعه.

قلت: كيف تكون محبوكة إلى الأرض، و الله يقول:رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } [الرعد: 2]، فقال: “سبحان الله، أ ليس الله يقول:بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } [الرعد: 2]؟ قلت: بلى. فقال: “ثم عمد و لكن لا ترونها”.

قلت: كيف ذلك، جعلني الله فداك؟ قال: فبسط كفه اليسرى، ثم وضع اليمنى عليها، فقال: هذه أرض الدنيا، و السماء الدنيا عليها فوقها قبة، و الأرض الثانية فوق السماء الدنيا، و السماء الثانية فوقها قبة، و الأرض الثالثة فوق السماء الثانية، و السماء الثالثة فوقها قبة، و الأرض الرابعة فوق السماء الثالثة، و السماء الرابعة فوقها قبة، و الأرض الخامسة فوق السماء الرابعة، و السماء الخامسة فوقها قبة، و الأرض السادسة فوق السماء الخامسة، و السماء السادسة فوقها قبة، و الأرض السابعة فوق السماء السادسة، و السماء السابعة فوقها قبة، و عرش الرحمن تبارك و تعالى فوق السماء السابعة، و هو قوله عز و جل:ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلأَمْرُ بَيْنَهُنَّ } [الطلاق: 12]، فأما صاحب الأمر فهو رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و الوصي بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله) قائم على وجه الأرض، فإنما يتنزل [الأمر] إليه من فوق السماء من بين السماوات و الأرضين.

قلت: فما تحتنا إلا أرض واحدة؟ فقال: “ما تحتنا إلا أرض واحدة، و إن الست لهن فوقنا”.

10113/ [2]- محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سيف، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله تعالى: { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } في أمر الولاية { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } قال: “من أفك عن الولاية أفك عن الجنة”.

10114/ [3]- محمد بن الحسن الصفار: عن عبد الله بن عامر، عن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن عثمان، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: “و أما قوله تعالى: { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } ، [فإنه علي، يعني إنه لمختلف عليه، و قد] اختلفت هذه الامة، فمن استقام على ولاية علي (عليه السلام)، دخل الجنة، و من خالف ولاية علي ادخل النار، و أما قوله تعالى: { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } - قال- يعني عليا، من أفك عن ولايته أفك عن الجنة، فذلك قوله تعالى: { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ }.

10115/ [4]- و قال علي بن إبراهيم: { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } قال: السماء: رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و علي (عليه السلام) ذات الحبك و قوله تعالى: { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } ، يعني مختلف في علي (عليه السلام)، اختلفت هذه الامة في ولايته، فمن استقام على ولاية علي (عليه السلام) دخل الجنة، و من خالف ولاية علي (عليه السلام)، ادخل النار، قوله تعالى: { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } ، فإنه يعني عليا (عليه السلام)، من أفك عن ولايته أفك عن الجنة.