الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ }

قوله تعالى: { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا } - إلى قوله تعالى- { أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [35- 37] 10090/ [3]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالى: { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } ، قال: النظر إلى وجه الله يعني إلى نعمة الله، و هو رد على من يقول بالرؤية.

و قد تقدمت روايتان في ذلك- في قوله: { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } - و في قوله:فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } 17] من سورة الم السجدة، فليؤخذ من هناك.

10091/ [2]- علي بن إبراهيم، قوله تعالى: { فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ } ، أي مروا. قال: قوله تعالى: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } ، أي ذكر { أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }: أي سمع و أطاع.

10092/ [3]- محمد بن يعقوب: عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا، رفعه عن هشام بن الحكم، قال: قال [لي] أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)- في حديث طويل- قال فيه: “يا هشام، إن الله تعالى يقول في كتابه: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } ، يعني عقل”.

10093/ [4]- ابن بابويه: بإسناده، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال في خطبة: “و أنا ذو القلب، يقول الله تعالى: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } ”. و قد ذكرنا سند هذا الحديث في آخر سورة العنكبوت.

10094/ [5]- ابن شهر آشوب: من تفسير ابن وكيع و السدي و عطاء، أنه قال ابن عباس: اهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) ناقتان عظيمتان سمينتان، فقال للصحابة: “هل فيكم أحد يصلي ركعتين بقيامهما و ركوعهما و سجودهما و وضوئهما و خشوعهما، لا يهم معهما من أمر الدنيا بشيء، و لا يحدث نفسه بذكر الدنيا، أهديه إحدى هاتين الناقتين؟”. فقالها مرة و مرتين و ثلاثة، لم يجبه أحد من الصحابة.

فقام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: “أنا- يا رسول الله- اصلي ركعتين اكبر تكبيرة الاولى و إلى ان اسلم منهما، لا أحدث نفسي بشيء من أمر الدنيا”. فقال: “يا علي، صل صلى الله عليك”. فكبر أمير المؤمنين، و دخل في الصلاة، فلما فرغ من الركعتين، هبط جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه و آله)، فقال: يا محمد، إن الله يقرئك السلام، و يقول لك أعطه إحدى الناقتين. فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): “إني شارطته أن يصلي ركعتين لا يحدث نفسه فيهما بشيء من أمر الدنيا، أعطه إحدى الناقتين إن صلاهما، و إنه جلس في التشهد فتفكر في نفسه أيهما يأخذ!”.

فقال جبرئيل: يا محمد إن الله يقرئك السلام، و يقول لك: تفكر أيهما يأخذها، أسمنها و أعظمها، فينحرها و يتصدق بها لوجه الله، فكان تفكره لله عز و جل، لا لنفسه و لا للدنيا. فبكى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و أعطاه كلتيهما، فأنزل الله فيه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى، لعظة { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } عقل { أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ } ، يعني استمع أمير المؤمنين باذنيه إلى ما تلاه بلسانه من كلام الله: { وَهُوَ شَهِيدٌ } ، يعني و أمير المؤمنين حاضر القلب لله في صلاته، لا يتفكر فيها بشيء من أمر الدنيا.