الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَارَىٰ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ }

قوله تعالى: { وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } [المائدة: 51].

- (دعائم الإسلام): قد روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أن سائلا سأله فقال: يا بن رسول الله، أخبرني عن آل محمد (عليهم السلام)، من هم؟ قال: " هم أهل بيته خاصة ".

قال: فإن العامة يزعمون أن المسلمين كلهم آل محمد. فتبسم أبو عبد الله (عليه السلام)، ثم قال: " كذبوا و صدقوا ".

قال السائل: يا بن رسول الله ما معنى قولك: كذبوا و صدقوا؟ قال: " كذبوا بمعنى، و صدقوا بمعنى، كذبوا في قولهم، المسلمون هم آل محمد الذين يوحدون الله و يقرون بالنبي (صلى الله عليه و آله) على ما هم فيه من النقص في دينهم، و التفريط فيه، و صدقوا في أن المؤمنين منهم من آل محمد (عليهم السلام)، و إن لم يناسبوه، و ذلك لقيامهم بشرائط القرآن، لا على أنهم آل محمد الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا. فمن قام بشرائط القرآن و كان متبعا لآل محمد (عليهم السلام) فهو من آل محمد (عليهم السلام) على التولي لهم، و إن بعدت نسبته من نسبة محمد (صلى الله عليه و آله) ".

قال السائل: أخبرني ما تلك الشرائط- جعلني الله فداك- التي من حفظها و قام بها كان بذلك المعنى من آل محمد! فقال: " القيام بشرائط القرآن، و الاتباع لآل محمد (صلوات الله عليهم)، فمن تولاهم و قدمهم على جميع الخلق كما قدمهم الله من قرابة رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فهو من آل محمد (عليهم السلام) على هذا المعنى، و كذلك حكم الله في كتابه فقال جل ثناؤه: { وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } ".

- و عنه: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " من اتقى منكم و أصلح فهو منا أهل البيت ".

قيل له: منكم يا بن رسول الله؟ قال: " نعم منا، أما سمعت قول الله عز و جل: { وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } ، و قول إبراهيم (عليه السلام):فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي } [إبراهيم: 36] ".