قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَلاَ ٱلْهَدْيَ وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ } إلى قوله تعالى - { وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ } [المائدة: 2] - علي بن إبراهيم: الشعائر: الإحرام و الطواف و الصلاة في مقام إبراهيم و السعي بين الصفا و المروة و المناسك كلها من الشعائر، و من الشعائر إذا ساق الرجل بدنة في الحج ثم أشعرها- أي قطع سنامها- أو جللها أو قلدها ليعلم الناس أنها هدي، فلا يتعرض لها أحد، و إنما سميت الشعائر لتشعر الناس بها فيعرفونها. و قوله: { وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَا } و هو ذو الحجة، و هو من أشهر الحرم، و قوله: { وَلاَ ٱلْهَدْيَ } و هو الذي يسوقه إذا أحرم، و قوله: { وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ } قال: يقلدها النعل التي قد صلى فيها، و قوله: { وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ } قال: الذين يحجون البيت. - الطبرسي، قال أبو جعفر (عليه السلام): نزلت هذه الآية في رجل من بني ربيعة يقال له: (الحطم). و قال الفراء: " كانت عادة العرب لا تدري الصفا و المروة من الشعائر، و لا يطوفون بينهما، فنهاهم الله عن ذلك. و هو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام). { وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ }. - الطبرسي في قوله تعالى: { وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ }. قال: قال ابن عباس: إن ذلك في كل من توجه حاجا. و به قال الضحاك و الربيع. ثم قال: و اختلف في هذا، فقيل: هو منسوخ بقوله:{ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [التوبة: 5] عن أكثر المفسرين. و قيل: " ما نسخ من هذه السورة شيء و لا من هذه الآية، لأنه لا يجوز أن يبتدأ المشركون في الأشهر الحرم بالقتال إلا إذا قاتلوا. ثم قال الطبرسي: و هو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام). - العياشي: عن موسى بن بكر، عن بعض رجاله: أن زيد بن علي دخل على أبي جعفر (عليه السلام) و معه كتب من أهل الكوفة يدعونه فيها إلى أنفسهم، و يخبرونه باجتماعهم، و يأمرونه بالخروج إليهم، فقال أبو جعفر (عليه السلام): " إن الله تبارك و تعالى أحل حلالا، و حرم حراما، و ضرب أمثالا، و سن سننا، و لم يجعل الإمام العالم بأمره في شبهة مما فرض الله من الطاعة، أن يسبقه بأمر قبل محله، أو يجاهد قبل حلوله، و قد قال الله في الصيد:{ لاَ تَقْتُلُواْ ٱلصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ } [المائدة: 95] فقتل الصيد أعظم، أم قتل النفس الحرام؟ و جعل لكل محلا، و قال: { وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ } و قال: { لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ } فجعل الشهور عدة معلومة، و جعل منها أربعة حرما، و قال: