الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } * { وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

9943/ [1]- الزمخشري في (ربيع الأبرار)، قال: كان قوم من سفهاء بني تميم، أتوا رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقالوا: يا محمد، اخرج إلينا نكلمك. فغم ذلك رسول الله (صلى الله عليه و آله) و ساءه ما ظهر من سوء أدبهم، فأنزل الله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ }.

9944/ [2]- محمد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن أحمد، عن المنذر بن جفير، قال: حدثني أبي جفير بن حكيم، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن خراش، قال: خطبنا علي (عليه السلام) في الرحبة، ثم قال: “لما كان في زمان الحديبية، خرج إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) أناس من قريش، من أشراف أهل مكة، فيهم سهيل بن عمرو، فقالوا: يا محمد، أنت جارنا و حليفنا و ابن عمنا، و قد لحق بك أناس من أبنائنا و إخواننا و أقاربنا، ليس بهم التفقه في الدين، و لا رغبة فيما عندك، و لكن إنما خرجوا فرارا من ضياعنا و أعمالنا و أموالنا، فارددهم علينا. فدعا رسول الله (صلى الله عليه و آله) أبا بكر، فقال له: انظر ما يقولون. فقال: صدقوا يا رسول الله، أنت جارهم، فارددهم عليهم. قال: ثم دعا عمر فقال مثل قول أبي بكر، فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله) عند ذلك: لن تنتهوا- يا معاشر قريش- حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للتقوى، يضرب رقابكم على الدين. فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. فقام عمر، فقال: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، و لكنه خاصف النعل، و كنت أخصف نعل رسول الله (صلى الله عليه و آله)”.

قال: ثم التفت إلينا علي (عليه السلام)، و قال: “سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار”.

9945/ [3]- و من طريق المخالفين: أحمد بن حنبل في (مسنده)، يرفعه إلى ربعي بن خراش، قال: حدثنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالرحبة، قال: “اجتمعت قريش إلى النبي (صلى الله عليه و آله)، و فيهم سهيل بن عمرو، فقالوا: يا محمد، إن قومنا لحقوا بك، فارددهم علينا، فغضب حتى رئي الغضب في وجهه، ثم قال: لتنتهن يا معشر قريش، أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم، امتحن الله قلبه للإيمان، يضرب رقابكم على الدين. قيل: يا رسول الله، أبو بكر؟

قال: لا. قيل: فعمر؟ قال: لا، و لكن خاصف النعل في الحجرة”.

ثم قال علي (عليه السلام): “أما إني قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول: لا تكذبوا علي، فمن كذب علي متعمدا أولجته النار”.

السابقالتالي
2