الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَٰهُمْ }

قوله تعالى: { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا } [18] 9837/ [5]- علي بن إبراهيم، ثم قال تعالى: { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا }.

9838/ [6]- علي بن إبراهيم، قال: " حدثنا أبي، عن سليمان بن مسلم الخشاب، عن عبد الله بن جريح المكي، عن عطاء بن أبي رياح، عن عبد الله بن عباس، قال: حججنا مع رسول الله (صلى الله عليه و آله) حجة الوداع، فأخذ بحلقة باب الكعبة، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: “ألا أخبركم بأشراط الساعة؟”.- و كان أدنى الناس [منه] يومئذ سلمان (رحمة الله عليه)- فقالوا: بلى يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه و آله): “من أشراط الساعة إضاعة الصلاة، و اتباع الشهوات، و الميل إلى الأهواء و تعظيم أصحاب المال، و بيع الدين بالدنيا، فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح بالماء، مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره”. قال سلمان: و إن هذا لكائن، يا رسول الله؟ قال: إي و الذي نفسي بيده "

يا سليمان، إن عندها أمراء جورة و وزراء فسقة، و عرفاء ظلمة، و أمناء خونة”. فقال سلمان: و إن هذا لكائن، يا رسول الله؟ فقال (صلى الله عليه و آله): “إي و الذي نفسي بيده.

يا سلمان إن عندها يكون المنكر معروفا، و المعروف منكرا، و يؤتمن الخائن، و يخون الأمين، و يصدق الكاذب، و يكذب الصادق”. قال سلمان: و إن هذا لكائن، يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه و آله): “إي و الذي نفسي بيده.

يا سلمان فعندها تكون إمارة النساء، و مشاورة الإماء، و قعود الصبيان على المنابر، و يكون الكذب ظرفا، و الزكاة مغرما، و الفيء مغنما، و يجفو الرجل والديه، و يبر صديقه، و يطلع الكوكب المذنب”. قال سلمان: و إن هذا لكائن، يا رسول الله؟ قال: “إي و الذي نفسي بيده.

يا سلمان، و عندها تشارك المرأة زوجها في التجارة، و يكون المطر قيظا، و يغاظ الكرام غيظا، و يحتقر الرجل المعسر، فعندها تقارب الأسواق، إذا قال هذا: لم أبع شيئا، و قال هذا: لم أربح [شيئا]، فلا ترى إلا ذاما لله”. قال سلمان: و إن هذا لكائن، يا رسول الله؟ قال: “إي و الذي نفسي بيده.

يا سلمان، فعندها يليهم أقوام إن تكلموا قتلوهم و إن سكتوا استباحوهم، ليستأثروا بفيئهم، و ليطؤن حرمتهم، و ليسفكن دماءهم، و لتملأن قلوبهم دغلا و رعبا، فلا تراهم إلا و جلين خائفين مرعوبين مرهوبين”. قال سلمان: و إن هذا لكائن، يا رسول الله؟ قال: “إي و الذي نفسي بيده.

السابقالتالي
2 3