الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } * { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ } * { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ }

قوله تعالى: { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } - إلى قوله تعالى- { وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ } [15] 9830/ [1]- علي بن إبراهيم: ثم ضرب لأوليائه و أعدائه مثلا، فقال لأوليائه: { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ } إلى قوله تعالى: { لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } أي خمرة إذا تناولها ولي الله وجد رائحة المسك فيها { وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ }.

9831/ [1]- أبو القاسم بن قولويه: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عيسى ابن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام)، قال: “الماء سيد شراب الدنيا و الآخرة، و أربعة أنهار في الدنيا من الجنة: الفرات، و النيل، و سيحان، و جيحان، الفرات: الماء، و النيل: العسل، و سيحان: الخمر، و جيحان: اللبن”.

9832/ [2]- ابن بابويه: بإسناده، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): “أربعة أنهار من الجنة: الفرات، و النيل، و سيحان، و جيحان، فالفرات: الماء في الدنيا و الآخرة، و النيل: العسل، و سيحان: الخمر، و جيحان: اللبن”.

قوله تعالى: { كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ } - إلى قوله تعالى- { وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } [15-17] 9833/ [3]- علي بن إبراهيم: ثم ضرب لأعدائه مثلا، فقال: { كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } فقال: ليس من هو في هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار، كما أنه ليس عدو الله كوليه.

قال: قوله تعالى: { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً } فانها نزلت في المنافقين من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و آله) و من كان إذا سمع شيئا منه لم يؤمن به و لم يعه، فإذا خرجوا، قالوا للمؤمنين: ماذا قال محمد آنفا؟ فقال الله تعالى: { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ }.

9834/ [4]- ثم قال علي بن إبراهيم: حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، عن وهب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: “إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) كان يدعو أصحابه، فمن أراد الله به خيرا سمع و عرف ما يدعو إليه، و من أراد الله به شرا طبع على قلبه و لا يسمع و لا يعقل، و هو قول الله تعالى: { حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ } إلى قوله تعالى: { مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } الآية”.

السابقالتالي
2