الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِٱلْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

قوله تعالى:

{ وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا }. [48]

9645/ [3]- أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، في (كامل الزيارات)، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن عبد الله بن بكر الأرجاني، قال: صحبت أبا عبد الله (عليه السلام) في طريق مكة من المدينة، فنزلنا منزلا يقال له: عسفان، ثم مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق وحش، فقلت له: يا ابن رسول، ما أوحش هذا الجبل! ما رأيت في الطريق مثل هذا. فقال لي: " يا ابن بكر، أ تدري أي جبل هذا؟ " قلت: لا. قال: " هذا جبل يقال له الكمد، و هو على واد من أودية جهنم، و فيه قتلة أبي الحسين (عليه السلام)، استودعهم الله فيه، تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين و الصديد و الحميم و ما يخرج من جب الخزي ، و ما يخرج من الفلق، و ما يخرج من أثام، و ما يخرج من طينة خبال، و ما يخرج من جهنم، و ما يخرج من لظى، و ما يخرج من الحطمة، و ما يخرج من سقر، و ما يخرج من الجحيم ، و ما يخرج من الهاوية، و ما يخرج من السعير ، و ما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به إلا رأيتهما يستغيثان و إني لأنظر إلى قتلة أبي، و أقول لهما: إنما هؤلاء فعلوا ما أسستما، لم ترحمونا إذ وليتم، و قتلتمونا و حرمتمونا، و وثبتم على حقنا ، و استبددتم بالأمر دوننا، فلا رحم الله من يرحمكما، ذوقا وبال ما قدمتما، و ما الله بظلام للعبيد. و أشدهما تضرعا و استكانة الثاني، فربما وقفت عليهما ليتسلى عني بعض ما في قلبي، و ربما طويت الجبل الذي هما فيه و هو جبل الكمد ".

قال: قلت له: جعلت فداك، فإذا طويت الجبل، فما تسمع؟ قال: " أسمع أصواتهما يناديان: عرج علينا نكلمك، فإنا نتوب و اسمع من الجبل صارخا يصرخ بي: أجبهما و قل لهما: اخسؤوا فيها و لا تكلمون ".

قال: قلت له: جعلت فداك، و من معهم؟ قال: " كل فرعون عتا على الله و حكى الله عنه فعاله، و كل من علم العباد الكفر ".

قلت: من هم؟ قال: " نحو بولس الذي علم اليهود أن يد الله مغلولة، و نحو نسطور الذي علم النصارى أن عيسى المسيح ابن الله، و قال: إنه ثالث ثلاثة و نحو فرعون موسى الذي قال: أنا ربكم الأعلى و نمرود الذي قال: قهرت أهل الأرض، و قتلت من في السماء و قاتل أمير المؤمنين و قاتل فاطمة و محسن، و قاتل الحسن و الحسين (عليهم السلام)، و أما معاوية و عمرو بن العاص فهما يطمعان في الخلاص و معهم كل من نصب لنا العداوة، و أعان علينا بلسانه و يده و ماله ".

السابقالتالي
2 3