الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُـمْ بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ }

قوله تعالى:

{ وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُـمْ بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً } [34]

9353/ [2]- ابن بابويه، قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبي، عن أبي سعيد سهل بن زياد الآدمي الرازي، عن محمد بن آدم النسائي، عن أبيه آدم بن أبي إياس، عن المبارك بن فضالة، عن سعيد بن جبير، عن سيد العابدين علي بن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي، عن أبيه سيد الوصيين و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): " لما حضرت يوسف (عليه السلام) الوفاة جمع شيعته و أهل بيته، فحمد الله و أثنى عليه، ثم أخبرهم بشدة تنالهم، يقتل فيها الرجال، و تشق بطون الحبالى، و تذبح الأطفال، حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب، و هو رجل أسمر طويل، و وصفه لهم بنعته، فتمسكوا بذلك، و وقعت الغيبة و الشدة على بني إسرائيل، و هم ينتظرون قيام القائم أربع مائة سنة حتى إذا بشروا بولادته، و رأوا علامات ظهوره، اشتدت البلوى عليهم، و حمل عليهم بالخشب و الحجارة، و طلبوا الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فاستتر، و راسلهم، و قالوا: كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك فخرج بهم إلى بعض الصحارى، و جلس يحدثهم حديث القائم و نعته و قرب الأمر، و كانت ليلة قمراء، فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم موسى (عليه السلام)، و كان في ذلك الوقت حدث السن، و قد خرج من دار فرعون يظهر النزهة، فعدل عن موكبه، و أقبل إليهم و تحته بغلة و عليه طيلسان خز، فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت، فقام إليه و انكب على قدميه فقبلهما. ثم قال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك، فلما رآه الشيعة فعل ذلك علموا أنه صاحبهم، فانكبوا عليه ، فلم يزدهم على أن قال: أرجو أن يعجل الله فرجكم.

ثم غاب بعد ذلك، و خرج إلى مدينة مدين، فأقام عند شعيب ما أقام، فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الأولى، و كانت نيفا و خمسين سنة، و اشتدت البلوى عليهم، و استتر الفقيه، فبعثوا إليه: أنه لا صبر لنا على استتارك عنا، فخرج إلى بعض الصحارى و استدعاهم، و طيب نفوسهم، و أعلمهم أن الله عز و جل أوحى إليه أنه مفرج عنهم بعد أربعين سنة فقالوا بأجمعهم: الحمد لله فأوحى الله عز و جل إليه: قل لهم: قد جعلتها ثلاثين سنة لقولهم: الحمد لله فقالوا: كل نعمة فمن الله فأوحى الله إليه: قل لهم: قد جعلتها عشرين سنة فقالوا: لا يأتي بالخير إلا الله، فأوحى الله إليه: قل لهم: قد جعلتها عشرا فقالوا: لا يصرف السوء إلا الله فأوحى الله إليه: قل لهم: لا تبرحوا فقد أذنت في فرجكم فبينا هم كذلك، إذ طلع موسى (عليه السلام) راكبا حمارا، فأراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يتبصرون به، و جاء موسى (عليه السلام) حتى وقف عليهم، فسلم عليهم، فقال له الفقيه: ما اسمك؟ فقال: موسى. قال:

ابن من؟ قال: ابن عمران. قال: ابن من؟ قال: ابن فاهث بن لاوي بن يعقوب. قال: بماذا جئت؟ قال: بالرسالة من عند الله عز و جل. فقام إليه فقبل يده، ثم جلس بينهم، فطيب نفوسهم، و أمرهم أمره، ثم فرقهم، فكان بين ذلك الوقت و بين فرجهم بغرق فرعون أربعون سنة ".


السابقالتالي
2