قوله تعالى: { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ } - إلى قوله تعالى - { وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } [النساء: 84]. - محمد بن يعقوب: بإسناده عن علي بن حديد، عن مرازم، قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إن الله كلف رسول الله (صلى الله عليه و آله) ما لم يكلف به أحدا من خلقه، كلفه أن يخرج على الناس كلهم وحده بنفسه، و إن لم يجد فئة تقاتل معه، و لم يكلف هذا أحدا من خلقه قبله و لا بعده، ثم تلا هذه الآية: { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ } - ثم قال- و جعل الله له أن يأخذ ما أخذ لنفسه، فقال عز و جل:{ مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } [الأنعام: 160] و جعل الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه و آله) بعشر حسنات ". - العياشي، عن سليمان بن خالد، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الناس لعلي (عليه السلام): إن كان له حق فما منعه أن يقوم به؟ قال: فقال: " إن الله لا يكلف هذا إلا إنسانا واحدا: رسول الله (صلى الله عليه و آله)، قال: { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } فليس هذا إلا للرسول، و قال لغيره:{ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ } [الأنفال: 16] فلم يكن يومئذ فئة يعينونه على أمره ". - عن زيد الشحام، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، قال: " ما سئل رسول الله (صلى الله عليه و آله) شيئا قط فقال: لا، إن كان عنده أعطاه، و إن لم يكن عنده قال: يكون إن شاء الله، و لا كافأ بالسيئة قط، و ما لقي سرية مذ نزلت عليه { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ } إلا ولي بنفسه ". - أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام): " لما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه و آله) { لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ } - قال- كان أشجع الناس من لاذ برسول الله (صلى الله عليه و آله) ". - عن الثمالي، عن عيص، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " رسول الله (صلى الله عليه و آله) كلف- ما لم يكلف به أحد- أن يقاتل في سبيل الله وحده، و قال:{ حَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلْقِتَالِ } [الأنفال: 65] - و قال- إنما كلفتم اليسير من الأمر، أن تذكروا الله ". - عن إبراهيم بن مهزم، عن أبيه، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " إن لكل كلبا يبغي الشر فاجتنبوه، يكفكم الله بغيركم، إن الله يقول: { وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } لا تعلموا بالشر ".