قوله تعالى: { وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ } [النساء: 36] - إلى قوله تعالى - { وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً } [النساء: 39]. - العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) أحد الوالدين، و علي الآخر " فقلت: أين موضع ذلك في كتاب الله؟ قال: " اقرأ { وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً } ". - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قول الله: { وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً } ، قال: " إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) أحد الوالدين، و علي الآخر ". و ذكر أنها الآية التي في النساء. - ابن شهر آشوب: عن أبان بن تغلب، عن الصادق (عليه السلام)، في قوله تعالى: { وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً }. قال: " الوالدان رسول الله و علي (عليهما السلام) ". - و عنه: عن سلام الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) و أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام): " نزلت في رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و في علي (عليه السلام) ". ثم قال: و روي مثل ذلك في حديث ابن جبلة. - و عنه، قال: و روي عن النبي (صلى الله عليه و آله): " أنا و علي أبوا هذه الامة ". قلت: و روى ذلك صاحب (الفائق). - و روى ابن شهر آشوب أيضا عنه (عليه السلام): " أنا و علي أبوا هذه الامة، فعلى عاق والديه لعنة الله ". - و روي عن محمد بن جرير برجاله في كتاب (المناقب): أن النبي (صلى الله عليه و آله) قال لعلي (عليه السلام): " اخرج فناد: ألا من ظلم أجيرا أجره فعليه لعنة الله، ألا من توالى غير مواليه فعليه لعنة الله، ألا من سب أبويه فعليه لعنة الله ". فنادى بذلك، فدخل عمر و جماعة على النبي (صلى الله عليه و آله)، و قالوا: هل من تفسير لما نادى؟ قال: " نعم، إن الله يقول: { لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ } [الشورى: 23] فمن ظلمنا فعليه لعنة الله، و يقول: { ٱلنَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ } [الأحزاب: 6]. و من كنت مولاه فعلي مولاه، فمن والى غيره و غير ذريته فعليه لعنة الله، و أشهدكم أنا و علي أبوا المؤمنين، فمن سب أحدنا فعليه لعنة الله ". فلما خرجوا قال عمر: يا أصحاب محمد، ما أكد النبي لعلي الولاية بغدير خم و لا غيره أشد من تأكيده في يومنا هذا.