الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } * { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } * { فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً } * { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ } * { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ } * { إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ } * { وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ } * { لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ } * { دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ } * { إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } * { فَٱسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ }

قوله تعالى:

{ وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } - إلى قوله تعالى- { إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ } [1- 11] 8958/ [1]- علي بن إبراهيم: { وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } قال: الملائكة، و الأنبياء، و من صف لله و عبده { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } الذين يزجرون الناس { فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً } الذين يقرءون الكتاب من الناس، فهو قسم، و جوابه { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ * إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ }.

8959/ [2]- ثم قال علي بن إبراهيم: حدثني أبي، و يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لهذه النجوم التي في السماء مدائن مثل المدائن التي في الأرض، مربوطة كل مدينة إلى عمود من نور، طول ذلك العمود في السماء مسيرة مائتين و خمسين سنة ".

قوله: وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ قال: المارد: الخبيث، { لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً } يعني الكواكب التي يرمون بها { وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ } أي واجب، و قوله: { إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ } يعني يسمعون الكلمة فيحفظونها { فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } ، و هو ما يرمون به فيحترقون.

8960/ [3]- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: { عَذابٌ وَاصِبٌ } أي دائم موجع، قد خلص إلى قلوبهم، و قوله: { شِهَابٌ ثَاقِبٌ } أي مضيء، إذا أضاء فهو ثقوبه ".

8961/ [4]- علي بن إبراهيم، قال: حكى أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)- و ذكر حديث معراج النبي (صلى الله عليه و آله)، إلى أن قال (صلى الله عليه و آله): " فصعد جبرئيل، و صعدت معه إلى السماء الدنيا، و عليها ملك يقال له إسماعيل، و هو صاحب الخطفة التي قال الله عز و جل: { إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } و تحته سبعون ألف ملك، تحت كل ملك سبعون ألف ملك ".

و الحديث طويل، ذكرناه بطوله في قوله تعالى:سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً } [الإسراء: 1].

8962/ [5]- علي بن إبراهيم: قوله: { فَٱسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ } يعني يلصق باليد.

8963/ [6]- محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن النضر بن شعيب، عن عبد الغفار الجازي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الله عز و جل خلق المؤمن من طينة الجنة، و خلق الكافر من طينة النار ".

و قال: " إذا أراد الله عز و جل بعبد خيرا طيب روحه و جسده، فلا يسمع شيئا من الخير إلا عرفه، و لا يسمع شيئا من المنكر إلا أنكره ".

السابقالتالي
2