الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ }

8911/ [1]- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن تفسير هذه الآية. فقال: " بعث الله رجلين إلى أهل مدينة أنطاكية، فجاءاهم بما لا يعرفون، فغلظوا عليهما، فأخذوهما و حبسوهما في بيت الأصنام، فبعث الله الثالث، فدخل المدينة، فقال: أرشدوني إلى باب الملك. قال: فلما وقف على الباب، قال: أنا رجل كنت أتعبد في فلاة من الأرض، و قد أحببت أن أعبد إله الملك. فأبلغوا كلامه الملك، فقال: أدخلوه إلى بيت الآلهة. فأدخلوه، فمكث سنة مع صاحبيه، فقال لهما: بهذا ينقل قوم من دين إلى دين، بالخرق ، ألا رفقتما؟! ثم قال لهما: لا تقران بمعرفتي.

ثم ادخل على الملك، فقال له الملك: بلغني أنك كنت تعبد إلهي، فلم أزل و أنت أخي، فسلني حاجتك.

قال: مالي من حاجة- أيها الملك- و لكني رأيت رجلين في بيت الآلهة، فما بالهما؟ قال الملك: هذان رجلان أتياني يضلاني عن ديني ، و يدعواني إلى إله السماوات. فقال: أيها الملك، مناظرة جميلة، فإن يكن الحق لهما اتبعناهما، و إن يكن الحق لنا دخلا معنا في ديننا، فكان لهما مالنا، و عليهما ما علينا ".

قال: " فبعث الملك إليهما، فلما دخلا إليه قال لهما صاحبهما: ما الذي جئتما به؟ قالا: جئنا ندعو إلى عبادة الله الذي خلق السماوات و الأرض، و يخلق في الأرحام ما يشاء، و يصور كيف يشاء، و أنبت الأشجار و الثمار، و أنزل القطر من السماء- قال- فقال لهما: إلهكما هذا الذي تدعوان إليه، و إلى عبادته، إن جئنا بأعمى يقدر أن يرده صحيحا؟ قالا: إن سألناه أن يفعل فعل إن شاء. قال: أيها الملك، علي بأعمى لم يبصر شيئا قط. فأتي به، فقال:

ادعوا إلهكما أن يرد بصره هذا، فقاما، و صليا ركعتين، فإذا عيناه مفتوحتان و هو ينظر إلى السماء. فقال: أيها الملك، علي بأعمى آخر، فأتي به، فسجد سجدة، ثم رفع رأسه فإذا الأعمى الآخر بصير.

فقال: أيها الملك، حجة بحجة، علي بمقعد، فأتي به، فقال لهما مثل ذلك، فصليا، و دعوا الله، فإذا المقعد قد أطلقت رجلاه، و قام يمشي. فقال: أيها الملك، علي بمقعد آخر، فأتي به، فصنع به كما صنع أول مرة، فانطلق المقعد، فقال: أيها الملك، قد أتيا بحجتين و أتينا بمثله، و لكن بقي شيء واحد، فإن هما فعلاه دخلت معهما في دينهما، ثم قال: أيها الملك، بلغني أنه كان للملك ابن واحد، و مات، فإن أحياه إلههما دخلت معهما في دينهما، فقال له الملك: و أنا أيضا معك.

السابقالتالي
2 3