الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ } * { وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ ٱلَّذِي كُـنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ }

قوله تعالى:

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ } - إلى قوله تعالى- { مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } [36- 37] 8873/ [1]- علي بن إبراهيم: ثم ذكر ما أعد الله لأعدائهم- يعني أعداء آل محمد (صلى الله عليه و آله)- و من خالفهم و ظلمهم، فقال: { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ } إلى قوله تعالى: { وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ ٱلَّذِي كُـنَّا نَعْمَلُ } ، فرد الله عليهم فقال: { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } أي عمرتم حتى عرفتم الأمور كلها { وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ } يعني رسول الله (صلى الله عليه و آله).

8874/ [2]- محمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن سهل العطار، عن عمر بن عبد الجبار، عن علي ، عن أبيه، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين)، قال: " قال لي رسول الله (صلى الله عليه و آله): يا علي، ما بين من يحبك و بين أن يرى ما تقربه عيناه إلا أن يعاين الموت، ثم تلا: { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ ٱلَّذِي كُـنَّا نَعْمَلُ } " يعني أن أعدائه إذا دخلوا النار قالوا: { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً } في ولاية علي (عليه السلام) غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ في عداوته، فيقال لهم في الجواب: { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ } و هو النبي (صلى الله عليه و آله) { فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّالِمِينَ } لآل محمد { مِن نَّصِيرٍ } ينصرهم و لا ينجيهم منه و لا يحجبهم عنه ".

8875/ [3]- ابن بابويه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي بإسناده، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله عز و جل: { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } قال: " توبيخ لابن ثماني عشرة سنة ".

8876/ [4]- وعنه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن سيف التمار، عن أبي بصير، قال: قال الصادق أبو عبد الله (عليه السلام): " إن العبد لفي فسحة من أمره ما بينه و بين أربعين سنة، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عز و جل إلى ملائكته: أني قد عمرت عبدي عمرا، فغلظا و شددا و تحفظا و اكتبا عليه قليل عمله و كثيره، و صغيره و كبيره ".

و سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } فقال: " توبيخ لابن ثماني عشرة سنة ".

و روى ابن بابويه الحديث الأخير في (الفقيه) أيضا، مرسلا عن الصادق (عليه السلام).