قوله تعالى: { يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ } [13] مر تفسيره في سورة لقمان. قوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ } - إلى قوله تعالى- { وَغَرَابِيبُ سُودٌ } [13- 27] 8843/ [2]- علي بن إبراهيم: قوله: { وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ } قال: الجلدة الرقيقة التي على ظهر نواة التمر. ثم احتج على عبدة الأصنام، فقال: { إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ } إلى قوله: { بِشِرْكِـكُمْ } يعني يجحدون بشرككم لهم يوم القيامة. قوله: { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } أي لا تحمل آثمة إثم اخرى. قوله تعالى: { وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ } يعني لا يحمل ذنب أحد على أحد، إلا من يأمر به، فيحمله الآمر و المأمور. قوله: { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } مثل ضربه الله للمؤمن و الكافر { وَلاَ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ * وَلاَ ٱلظِّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ } فالظل للناس، و الحرور للبهائم. قوله: { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ } ، قال: هؤلاء يسمعون منك كما لا يسمع من في القبور. قوله: { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } ، قال: لكل زمان إمام. ثم ذكر كبرياءه و عظمته، فقال: { أَلَمْ تَرَ } يا محمد { أَنَّ ٱللَّهَ أنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا } إلى قوله: { وَغَرَابِيبُ سُودٌ } أي الغربان. 8844/ [1]- و روي من طريق المخالفين: عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قوله عز و جل: { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ }. قال: الأعمى أبو جهل، و البصير أمير المؤمنين (عليه السلام). { وَلاَ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ } فالظلمات أبو جهل، و النور أمير المؤمنين (عليه السلام) { وَلاَ ٱلظِّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ } ، الظل ظل لأمير المؤمنين (عليه السلام) في الجنة، و الحرور يعني جهنم لأبي جهل، ثم جمعهم جميعا، فقال: { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ } فالأحياء: علي، و حمزة، و جعفر، و الحسن، و الحسين، و فاطمة، و خديجة (عليهم السلام)، و الأموات: كفار مكة.