الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }

قوله تعالى:

{ قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ } [46]

8795/ [2]- علي بن إبراهيم، عن جعفر بن أحمد، قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله: { قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ } ، قال: " إنما أعظكم بولاية علي (عليه السلام) ".

8796/ [2]- محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله تعالى: { قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ } ، فقال: " إنما أعظكم بولاية علي (عليه السلام)، هي الواحدة التي قال الله تبارك و تعالى: { إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ } ".

8797/ [3]- محمد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن محمد النوفلي، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: { قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ } ، قال:

" بالولاية ".

قلت: و كيف ذاك؟ قال: " إنه لما نصب النبي (صلى الله عليه و آله) أمير المؤمنين (عليه السلام) للناس، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اغتابه رجل، و قال: إن محمدا ليدعو كل يوم إلى أمر جديد، و قد بدأ بأهل بيته يملكهم رقابنا.

فأنزل الله عز و جل على نبيه (صلى الله عليه و آله) بذلك قرآنا، فقال له: { قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ } فقد أديت إليكم ما افترض ربكم عليكم ".

قلت: فما معنى قوله عز و جل: { أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ }؟ فقال: " أما مثنى: يعني طاعة رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و طاعة أمير المؤمنين (عليه السلام)، و أما قوله فرادى: فيعني طاعة الإمام من ذريتهما من بعدهما، و لا و الله- يا يعقوب- ما عنى غير ذلك ".

8798/ [4]- الطبرسي في (الاحتجاج): عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، في قوله: { قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ } ، قال: " فإن الله جل ذكره أنزل عزائم الشرائع، و آيات الفرائض في أوقات مختلفة كما خلق السماوات و الأرض في ستة أيام، و لو شاء الله لخلقها في أقل من لمح البصر، و لكنه جعل الأناة و المداراة مثالا لامنائه، و إيجابا لحججه على خلقه، فكان أول ما قيدهم به: الإقرار له بالوحدانية و الربوبية، و الشهادة بأن لا إله إلا الله، فلما أقروا بذلك تلاه بالإقرار لنبيه (صلى الله عليه و آله) بالنبوة، و الشهادة له بالرسالة، فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلاة، ثم الزكاة، ثم الصوم، ثم الحج ، ثم الصدقات و ما يجري مجراها من مال الفيء.

السابقالتالي
2