الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } * { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } * { قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ }

قوله تعالى:

{ وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } - إلى قوله تعالى- { بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } [39- 41]

8792/ [1]- محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: آيتان في كتاب الله عز و جل، أطلبهما فلا أجدهما. قال: " و ما هما؟ " قلت: قول الله عز و جل:ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [غافر: 60] فندعوه، و لا نرى إجابة. قال: " أفترى الله عز و جل أخلف وعده؟ " قلت: لا. قال: " فمم ذلك؟ ". قلت: لا أدري. قال: " لكني أخبرك، من أطاع الله عز و جل فيما أمره، ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه ".

قلت: و ما جهة الدعاء؟ قال: " تبدأ فتحمد الله، و تذكر نعمة عندك، ثم تشكره، ثم تصلي على النبي (صلى الله عليه و آله)، ثم تذكر ذنوبك فتقربها، ثم تستعيذ منها، فهذا جهة الدعاء ".

ثم قال: " و ما الآية الاخرى؟ " قلت: قول الله عز و جل: { وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } ، و إني أنفق و لا أرى خلفا؟ قال: " أفترى الله عز و جل أخلف وعده؟ ". قلت: لا. قال: " فمم ذلك؟ ". قلت:

لا أدري. قال: " لو أن أحدكم اكتسب المال من حله، و أنفقه في حله، لم ينفق درهما إلا اخلف عليه ".

8793/ [2]- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن حماد، عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " إن الرب تبارك و تعالى ينزل أمره كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا من أول الليل، و في كل ليلة في الثلث الأخير، و أمامه ملكان يناديان: هل من تائب يتاب عليه؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟

اللهم أعط كل منفق خلفا، و كل ممسك تلفا. فإذا طلع الفجر عاد أمر الرب إلى عرشه، فيقسم الأرزاق بين العباد ".

ثم قال للفضيل بن يسار: " يا فضيل، نصيبك من ذلك، و هو قول الله: { وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ * وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } فتقول الملائكة:

{ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } ".