الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }

8190/ [1]- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا حفص، ما منزلة الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة، إذا اضطررت إليها أكلت منها. يا حفص، إن الله تبارك و تعالى علم ما العباد عاملون، و إلى ما هم صائرون، فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت " ثم تلا قوله: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ الآية، و جعل يبكي و يقول: " ذهبت و الله الأماني عند هذه الآية ".

ثم قال: " فاز و الله الأبرار، أ تدري من هم؟ هم الذين لا يؤذون الذر ، كفى بخشية الله علما، و كفى بالاغترار جهلا. يا حفص، إنه يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد، من تعلم و علم، و عمل بما علم، دعي في ملكوت السماوات عظيما، فقيل: تعلم لله، و عمل لله، و علم لله ".

قلت: جعلت فداك، ما حد الزهد في الدنيا؟ قال: " قد حد الله في كتابه، فقال عز و جل:لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ } [الحديد: 23]، إن أعلم الناس بالله أخوفهم لله، و أخوفهم له أعلمهم به، و أعلمهم به أزهدهم فيها ".

فقال له رجل: يا ابن رسول الله، أوصني. فقال: " اتق الله حيث كنت، فإنك لا تستوحش ".

8191/ [2]- وقال أبو عبد الله (عليه السلام) أيضا، في قوله: { عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً } ، قال: " العلو: الشرف، و الفساد: البناء ".

8192/ [3]- سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن هشام بن سالم، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كنا عنده ثمانية رجال، فذكرنا رمضان، فقال: " لا تقولوا هذا رمضان، و لا جاء رمضان، و ذهب رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله، لا يجيء و لا يذهب، و إنما يجيء و يذهب الزائل، و لكن قولوا: شهر رمضان فالشهر المضاف إلى الاسم، و الاسم اسم الله، و هو الشهر الذي انزل فيه القرآن، جعله الله مثلا وعيدا.

ألا و من خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله- و نحن سبيل الله الذي من دخل فيه يطاف بالحصن، و الحصن هو الإمام- فيكبر عند رؤيته، كانت له يوم القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع، و الأرضين السبع، و ما فيهن، و ما بينهن و ما تحتهن ".

السابقالتالي
2