الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَآ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَالِبُونَ }

قوله تعالى:

{ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَآ } [35]

8120/ [1]- محمد بن العباس، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى الحسيني، عن جده يحيى بن الحسن، عن أحمد بن يحيى الأودي، عن عمرو بن حماد بن طلحة، عن عبد الله بن المهلب البصري، عن المنذر بن زياد، الضبي، عن أبان، عن أنس بن مالك، قال: " بعث رسول الله (صلى الله عليه و آله) مصدقا إلى قوم، فعدوا على المصدق فقتلوه، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه و آله)، فبعث إليهم عليا (عليه السلام)، فقتل المقاتلة، و سبى الذرية، فلما بلغ علي (عليه السلام) أدنى المدينة، تلقاه النبي (صلى الله عليه و آله) و التزمه، و قبل ما بين عينيه، و قال: " بأبي أنت و امي، من شد الله به عضدي، كما شد عضد موسى بهارون " ".

8121/ [2]- البرسي، قال: روي أن فرعون (لعنه الله) لما لحق هارون بأخيه موسى، دخلا عليه يوما فأوجسا خيفة منه، فإذا فارس يقدمهما، و لباسه من ذهب، و بيده سيف من ذهب، و كان فرعون يحب الذهب، فقال لفرعون:

أجب هذين الرجلين، و إلا قتلتك. فانزعج فرعون لذلك، و قال: عودا إلي غدا. فلما خرجا، دعا البوابين و عاقبهم، و قال: كيف دخل علي هذا الفارس بغير إذن؟ فحلفوا بعزة فرعون أنه ما دخل إلا هذان الرجلان. و كان الفارس مثال علي (عليه السلام)، هذا الذي أيد الله به النبيين سرا، و أيد به محمدا (صلى الله عليه و آله) جهرا، لأنه كلمة الله الكبرى التي أظهرها الله لأوليائه فيما شاء من الصور، فنصرهم بها، و بتلك الكلمة يدعون الله فيجيبهم و ينجيهم، و إليه الإشارة بقوله: { وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَآ }.

قال ابن عباس: كانت الآية الكبرى لهما هذا الفارس.

8122/ [3]- وروى البرسي أيضا، قال: روى أصحاب التواريخ: " أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) كان جالسا و عنده جني يسأله عن قضايا مشكلة، فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) فتصاغر الجني حتى صار كالعصفور، ثم قال: أجرني، يا رسول الله. فقال: " ممن؟ " فقال: من هذا الشاب المقبل. فقال: " و ما ذاك؟ " فقال الجني: أتيت سفينة نوح لاغرقها يوم الطوفان، فلما تناولتها ضربني هذا فقطع يدي، ثم أخرج يده مقطوعة، فقال النبي (صلى الله عليه و آله): " هو ذاك " ".

8123/ [4]- ثمقال البرسي: و بهذا الإسناد: أن جنيا كان جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فاستغاث الجني، و قال: أجرني- يا رسول الله- من هذا الشاب المقبل. قال: " و ما فعل بك؟ " قال: تمردت على سليمان، فأرسل إلي نفرا من الجن، فطلت عليهم، فجاءني هذا الفارس فأسرني و جرحني، و هذا مكان الضربة إلى الآن لم يندمل.