الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّـٰهُ حِسَابَهُ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }

قوله تعالى:

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً } - إلى قوله تعالى- { سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } [39] 7659/ [1]- علي بن إبراهيم: ثم ضرب الله مثلا لأعمال من نازعهم- يعني عليا و ولده و الأئمة (عليهم السلام)- فقال: - { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ } و السراب: هو الذي تراه في المفازة يلمع من بعيد، كأنه الماء، و ليس في الحقيقة شيء، فإذا جاء العطشان، لم يجده شيئا، و القيعة: المفازة المستوية.

7660/ [2]- شرف الدين النجفي: عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الآية، فقال: { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً } و الظمآن: نعثل، فينطلق بهم، فيقول أوردكم الماء { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّـٰهُ حِسَابَهُ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } ".

7661/ [3]- ابن شهر آشوب: كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن خصال، فكان فيما سأله: أخبرني عن لا شيء. فتحير، فقال عمرو بن العاص: وجه فرسا فارها إلى معسكر علي ليباع، فإذا قيل للذي هو معه: بكم؟

يقول: بلا شيء، فعسى أن تخرج المسألة فجاء الرجل إلى عسكر علي (عليه السلام)، إذ مر به علي (عليه السلام)، و معه قنبر، فقال: " يا قنبر، ساومه ". فقال: بكم الفرس؟ قال: بلا شيء. فقال: " يا قنبر، خذ منه ". قال: أعطني لا شيء، فأخرجه إلى الصحراء، و أراه السراب، فقال: " ذاك لا شيء ". قال: " اذهب فخبره " قال: و كيف قلت؟ قال: " أما سمعت الله تعالى يقول: { يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً }؟ ".

7662/ [4]- المفيد في (الاختصاص): عن سماعة، قال: سأل رجل أبا حنيفة عن الشيء، و عن لا شيء، و عن الذي لا يقبل الله غيره، فأخبر عن الشيء، و عجز عن لا شيء، فقال: اذهب بهذه البغلة إلى إمام الرافضة، فبعها منه بلا شيء، و اقبض الثمن، فأخذ بعذارها ، و أتى بها أبا عبد الله (عليه السلام)، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): " استأمر أبا حنيفة في بيع هذه البغلة " قال: قد أمرني ببيعها. قال: " بكم "؟ قال: بلا شيء. قال له: " ما تقول؟ " قال: الحق أقول.

فقال: " قد اشتريتها منك بلا شيء " قال: و أمر غلامه أن يدخله المربط، قال: فبقي محمد بن الحسن ساعة ينتظر الثمن، فلما أبطأه الثمن، قال: جعلت فداك، الثمن؟ قال: " الميعاد إذا كان الغداة " ، فرجع إلى أبي حنيفة، فأخبره، فسر بذلك و رضيه منه.

السابقالتالي
2