الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } * { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } * { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } * { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً }

قوله تعالى:

{ يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } - إلى قوله تعالى - { فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً } [109- 112]

7049/ [1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالى: { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } قال: ما بين أيديهم: ما مضى من أخبار الأنبياء، و ما خلفهم، من أخبار القائم (عليه السلام).

7050/ [2]- محمد بن يعقوب: عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، قال سألني أبو قرة المحدث أن ادخله على أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه، فسأله عن الحلال و الحرام و الأحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد، فقال أبو قرة: إنا روينا أن الله قسم الرؤية و الكلام بين نبيين: فقسم الكلام لموسى، و لمحمد (صلى الله عليه و آله) الرؤية؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): " فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن و الإنس:لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ } [الأنعام: 103] و { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } ولَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [الشورى: 11] أليس محمد (صلى الله عليه و آله)؟ " قال: بلى.

قال (عليه السلام): " كيف يجيء رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند الله و أنه يدعوهم إلى الله بأمر الله فيقول:لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ } [الأنعام: 103] و { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } ولَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [الشورى: 11]، ثم يقول: أنا رأيته بعيني و أحطت به علما و هو على صورة البشر، أما يستحيون؟! ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا، أن يكون يأتي من عند الله بشيء ثم يأتي بخلافه من وجه آخر ".

قال أبو قرة. فإنه يقول:وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } [النجم: 13]؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): " إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى، حيث قال: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى يقول: ما كذب فؤاد محمد (صلى الله عليه و آله) ما رأته عيناه، ثم أخبر بما رأى، فقال:لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ } [النجم: 18]، فآيات الله غير الله، و قد قال الله: { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } فإذا رأته الأبصار فقد أحاط به العلم و وقعت المعرفة ".

فقال أبو قرة: فتكذب بالروايات؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): " إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها، و ما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحاط به علما، و لا تدركه الأبصار، و ليس كمثله شيء ".

7051/ [3]- علي بن إبراهيم: و قوله: { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ } أي ذلت.

7052/ [4]- محمد بن العباس (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، قال: " سمعت أبي يقول و رجل يسأله عن قول الله عز و جل: { يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } ، قال: لا ينال شفاعة محمد (صلى الله عليه و آله) يوم القيامة إلا من أذن له الرحمن بطاعة آل محمد، و رضي له قولا و عملا، فحيي على مودتهم و مات عليها، فرضي الله قوله و عمله فيهم، ثم قال: (و عنت الوجوه للحي القيوم و قد خاب من حمل ظلما لآل محمد)، كذا نزلت، ثم قال: { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً } قال: مؤمن بمحبة آل محمد و مبغض لعدوهم ".

السابقالتالي
2