الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

561/ [1]- قال الإمام العسكري (عليه السلام): " قال الله عز و جل: و اذكروا إذ فعلنا ذلك بأسلافكم لما أبوا قبول ما جاءهم به موسى (عليه السلام) من دين الله و أحكامه، و من الأمر بتفضيل محمد و علي (صلوات الله عليهما) و خلفائهما على سائر الخلق.

خُذُوا ما آتَيْناكُمْ قلنا لهم: خذوا ما آتيناكم من هذه الفرائض بِقُوَّةٍ قد جعلناها لكم، و مكناكم بها، و أزحنا عللكم " 1 " في تركيبها فيكم { وَٱسْمَعُواْ } ما يقال لكم، و تؤمرون به قالُوا { سَمِعْنَا } قولك { وَعَصَيْنَا } أمرك، أي إنهم عصوا بعد، و أضمروا في الحال أيضا العصيان { وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ } أمروا بشرب العجل الذي كان قد ذريت سحالته في الماء الذي أمروا بشربه، ليتبين من عبده ممن لم يعبده { بِكُفْرِهِمْ } لأجل كفرهم، أمروا بذلك.

{ قُلْ } يا محمد { بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ } بموسى كفركم بمحمد و علي و أولياء الله من آلهما { إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } بتوراة موسى، و لكن معاذ الله، لا يأمركم إيمانكم بالتوراة الكفر بمحمد و علي (عليهما السلام) ".

قال الإمام (عليه السلام): " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله تعالى ذكر بني إسرائيل في عصر محمد (صلى الله عليه و آله) أحوال آبائهم الذين كانوا في أيام موسى (عليه السلام)، كيف أخذ عليهم العهد و الميثاق لمحمد و علي و آلهما الطيبين المنتجبين للخلافة على الخلائق، و لأصحابهما و شيعتهما و سائر أمة محمد (صلى الله عليه و آله).

فقال: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ } اذكروا لما أخذنا ميثاق آبائكم وَ رَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ الجبل، لما أبوا قبول ما أريد منهم و الاعتراف به خُذُوا ما آتَيْناكُمْ أعطيناكم بِقُوَّةٍ يعني بالقوة التي أعطيناكم تصلح لذلك وَ اسْمَعُوا أي أطيعوا فيه.

قالُوا سَمِعْنا بآذاننا وَ عَصَيْنا بقلوبنا، فأما في الظاهر فأعطوا كلهم الطاعة داخرين صاغرين، ثم قال: وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ عرضوا لشرب العجل الذي عبدوه حتى وصل ما شربوه [من] ذلك إلى قلوبهم ".

و قال: " إن بني إسرائيل لما رجع إليهم موسى و قد عبدوا العجل تلقوه بالرجوع عن ذلك، فقال لهم موسى:

من الذي عبده منكم حتى أنفذ فيه حكم الله؟ خافوا من حكم الله الذي ينفذه فيهم، فجحدوا أن يكونوا عبدوه، و جعل كل واحد منهم يقول: أنا لم أعبده و إنما عبده غيري، و وشى بعضهم ببعض فذلك ما حكى الله عز و جل عن موسى من قوله للسامري:وَٱنظُرْ إِلَىٰ إِلَـٰهِكَ ٱلَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي ٱلْيَمِّ نَسْفاً }

السابقالتالي
2