الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ }

554/ [1]- قال الإمام العسكري (عليه السلام): " ذم الله تعالى اليهود و عاب فعلهم في كفرهم بمحمد (صلى الله عليه و آله)، فقال: { بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ } أي اشتروها بالهدايا و الفضول التي كانت تصل إليهم، و كان الله أمرهم بشرائها من الله بطاعتهم له، ليجعل لهم أنفسهم و الانتفاع بها دائما في نعيم الآخرة فلم يشتروها، بل اشتروها بما أنفقوه في عداوة رسول الله (صلى الله عليه و آله) ليبقى لهم عزهم في الدنيا، و رئاستهم على الجهال، و ينالوا المحرمات، و أصابوا الفضولات من السفلة و صرفوهم عن سبيل الرشاد، و وقفوهم على طريق الضلالات.

ثم قال الله عز و جل: { أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ بَغْياً } أي بما أنزل الله على موسى (عليه السلام) من تصديق محمد (صلى الله عليه و آله) بغيا { أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } ".

قال: " و إنما كان كفرهم لبغيهم و حسدهم له، لما أنزل الله من فضله عليه، و هو القرآن الذي أبان فيه نبوته، و أظهر به آيته و معجزته، ثم قال: { فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ } يعني رجعوا و عليهم الغضب من الله على غضب في إثر غضب- قال-: " و الغضب الأول حين كذبوا بعيسى بن مريم (عليه السلام)، و الغضب الثاني حين كذبوا محمد (صلى الله عليه و آله) ".

قال: " و الغضب الأول أن جعلهم قردة خاسئين، و لعنهم على لسان عيسى (عليه السلام)، و الغضب الثاني حين سلط الله عليهم سيوف محمد و آله و أصحابه و أمته حتى ذللهم بها فإما دخلوا في الإسلام طائعين، و إما أدوا الجزية صاغرين داخرين ".

555/ [2]- محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " نزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية على محمد (صلى الله عليه و آله) هكذا: بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغيا ".

556/ [3]- العياشي: قال أبو جعفر (عليه السلام): " نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه و آله) [هكذا]: بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغيا و قال الله في علي (عليه السلام): { أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } يعني عليا، قال الله: { فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ } يعني بني أمية { وَلِلْكَافِرِينَ } يعني بني أمية { عَذَابٌ مُّهِينٌ } ".