487/ [1]- قال الإمام العسكري (عليه السلام): " قال الله تعالى: و اذكروا، يا بني إسرائيل { وَإِذْ قُلْنَا } لأسلافكم: { ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ } - و هي أريحا من بلاد الشام، و ذلك حين خرجوا من التيه- { فَكُلُواْ مِنْهَا } من القرية { حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً } واسعا، بلا تعب و لا نصب { وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ } باب القرية { سُجَّداً }. مثل الله عز و جل على الباب مثال محمد (صلى الله عليه و آله) و علي (عليه السلام) و أمرهم أن يسجدوا تعظيما لذلك المثال، و يجددوا على أنفسهم بيعتهما، و ذكر موالاتهما، و ليذكروا العهد و الميثاق المأخوذين عليهم لهما. { وَقُولُواْ حِطَّةٌ } أي قولوا: إن سجودنا لله تعالى تعظيما لمثال محمد و علي (صلوات الله عليهما)، و اعتقادنا لولايتهما، حطة لذنوبنا، و محو لسيئاتنا. قال الله تعالى: { نَّغْفِرْ لَكُمْ } بهذا الفعل { خَطَٰيَٰكُمْ } السالفة، و نزيل عنكم آثامكم الماضية { وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } من كان منكم لم يقارف الذنوب التي قارفها من خالف الولاية، و ثبت على ما أعطى الله من نفسه من عهد الولاية، فإنا نزيدهم بهذا الفعل زيادة درجات و مثوبات، و ذلك قوله: { وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } قال الله عز و جل: { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ }. لم يسجدوا كما أمروا، و لا قالوا ما أمروا، و ظلموا، و لكن دخلوها مستقبليها بأستاههم، و قالوا: هطا سمقانا- يعني حنطة حمراء نتقوتها- أحب إلينا من هذا الفعل، و هذا القول. قال الله تعالى: { فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } غيروا و بدلوا ما قيل لهم، و لم ينقادوا لولاية الله و ولاية محمد (صلى الله عليه و آله) و علي و آلهما الطيبين الطاهرين { رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } يخرجون من أمر الله تعالى و طاعته، و الرجز الذي أصابهم أنه مات منهم بالطاعون في بعض يوم مائة و عشرون ألفا، و هم من علم الله أنهم لا يؤمنون و لا يتوبون، و لا ينزل هذا الرجز على من علم الله أنه يتوب، أو يخرج من صلبه ذرية طيبة توحد الله، و تؤمن بمحمد، و تعرف موالاة علي وصية و أخيه ". قال الله عز و جل: { وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ } قال (عليه السلام): " و اذكروا، يا بني إسرائيل { وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ } طلب لهم السقيا، لما لحقهم من العطش في التيه، و ضجوا بالبكاء، و قالوا: هلكنا بالعطش. فقال موسى: إلهي بحق محمد سيد الأنبياء، و بحق علي سيد الأوصياء، و بحق فاطمة سيدة النساء، و بحق الحسن سيد الأولياء، و بحق الحسين أفضل الشهداء، و بحق عترتهم و خلفائهم سادة الأزكياء لما سقيت عبادك هؤلاء.