الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } * { ثُمَّ بَعَثْنَٰكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

477/ [1]- قال الإمام العسكري (عليه السلام): " قال الله عز و جل: { وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً } قال أسلافكم { فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ } أخذت أسلافكم الصاعقة { وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } إليهم { ثُمَّ بَعَثْنَٰكُم } بعثنا أسلافكم { مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ } من بعد موت أسلافكم { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي لعل أسلافكم يشكرون الحياة التي فيها يتوبون و يقلعون، و إلى ربهم ينيبون، لم يدم عليهم ذلك الموت فيكون إلى النار مصيرهم، و هم فيها خالدون ".

قال: " و ذلك أن موسى (عليه السلام) لما أراد أن يأخذ عليهم عهد الفرقان، فرق ما بين المحقين و المبطلين لمحمد (صلى الله عليه و آله) بنبوته، و لعلي (عليه السلام) بإمامته، و للأئمة الطاهرين بإمامتهم، قالوا: { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } أن هذا أمر ربك { حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً } عيانا يخبرنا بذلك { فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ } معاينة، و هم ينظرون إلى الصاعقة تنزل عليهم.

و قال الله عز و جل له: يا موسى، إني أنا المكرم أوليائي و المصدقين بأصفيائي و لا أبالي، و كذلك أنا المعذب لأعدائي الدافعين لحقوق أصفيائي و لا أبالي.

فقال موسى (عليه السلام) للباقين الذين لم يصعقوا: ماذا تقولون، تقبلون، و تعترفون؟ و الا فأنتم بهؤلاء لاحقون.

قالوا: يا موسى، تدري ما حل بهم، لماذا أصابهم؟ كانت الصاعقة ما أصابتهم لأجلك، إلا أنها كانت نكبة من نكبات الدهر تصيب البر و الفاجر، فإن كانت إنما أصابتهم لردهم عليك في أمر محمد و علي و آلهما، فاسأل الله ربك بمحمد و آله الذين تدعونا إليهم أن يحيي هؤلاء المصعوقين لنسألهم لماذا أصابتهم.

فدعا الله عز و جل بهم موسى (عليه السلام)، و أحياهم الله عز و جل، فقال موسى (عليه السلام): سلوهم لماذا أصابهم؟ فسألوهم، فقالوا: يا بني إسرائيل، أصابنا لإبائنا اعتقاد إمامة علي بعد اعتقادنا نبوة محمد (صلى الله عليه و آله)، لقد رأينا بعد موتنا هذا ممالك ربنا من سماواته و حجبه و عرشه و كرسيه و جنانه و نيرانه، فما رأينا أنفذ أمرا في جميع تلك الممالك و أعظم سلطانا من محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين، و إنا لما متنا بهذه الصاعقة ذهب بنا إلى النيران، فناداهم محمد و علي: كفوا عن هؤلاء عذابكم، فهؤلاء يحيون بمسألة سائل يسأل ربنا عز و جل بنا و بآلنا الطاهرين، و ذلك حين لم يقذفونا في الهاوية و أخرونا إلى بعثتنا بدعائك- يا موسى بن عمران- بمحمد و آله الطيبين.

فقال الله عز و جل لأهل عصر محمد (صلى الله عليه و آله): فإذا كان بالدعاء بمحمد و آله الطيبين نشر ظلمة أسلافكم المصعوقين بظلمهم، أ فما يجب عليكم أن لا تتعرضوا إلى مثل ما هلكوا به إلى أن أحياهم الله عز و جل؟ ".

السابقالتالي
2 3