الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ } * { ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ }

456/ [1]- قال الإمام العسكري (عليه السلام): " قال الله عز و جل لسائر اليهود و الكافرين و المشركين:

{ وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ } بالصبر عن الحرام، و على تأدية الأمانات، و بالصبر عن الرئاسات الباطلة، و على الاعتراف لمحمد بنبوته و لعلي بوصيته.

و استعينوا بالصبر على خدمتهما، و خدمة من يأمرانكم بخدمته على استحقاق الرضوان و الغفران و دائم نعيم الجنان في جوار الرحمن، و مرافقة خيار المؤمنين، و التمتع بالنظر إلى عترة محمد سيد الأولين و الآخرين، و علي سيد الوصيين و السادة الأخيار المنتجبين. فإن ذلك أقر لعيونكم، و أتم لسروركم، و أكمل لهدايتكم من سائر نعيم الجنان، و استعينوا أيضا بالصلوات الخمس، و بالصلاة على محمد و آله الطيبين سادة الأخيار على قرب الوصول إلى جنات النعيم.

{ وَإِنَّهَا } أي هذه الفعلة من الصلوات الخمس، و الصلاة على محمد و آله الطيبين مع الانقياد لأوامرهم، و الإيمان بسرهم و علانيتهم، و ترك معارضتهم ب (لم و كيف) { لَكَبِيرَةٌ } عظيمة { إِلاَّ عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ } الخائفين من عقاب الله في مخالفته في أعظم فرائضه.

ثم وصف الخاشعين فقال: { ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُواْ رَبِّهِمْ } الذين يقدرون أنهم يلقون ربهم، اللقاء الذي هو أعظم كراماته لعباده، و إنما قال: { يَظُنُّونَ } لأنهم لا يدرون بماذا يختم لهم، و العاقبة مستورة [عنهم] { وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ } إلى كراماته و نعيم جنانه، لإيمانهم و خشوعهم، لا يعلمون ذلك يقينا لأنهم لا يأمنون أن يغيروا و يبدلوا.

قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): " لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة، لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزوع روحه، و ظهور ملك الموت له ".

457/ [2]- محمد بن يعقوب: عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان (عليه السلام) إذا أهاله شيء فزع إلى الصلاة، ثم تلا هذه الآية: { وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ }.

458/ [3]- عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سليمان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله عز و جل: { وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ }. قال: " الصبر: الصيام ".

و قال: " إذا نزلت بالرجل النازلة الشديدة فليصم، فإن الله عز و جل يقول: { وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ } يعني الصيام ".

459/ [4]- العياشي: عن مسمع، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا مسمع، ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ، ثم يدخل مسجده فيركع ركعتين فيدعو الله فيهما؟ أما سمعت الله يقول: { وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ } ".

السابقالتالي
2