الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَٰطِلِ وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ }

444/ [1]- قال الإمام العسكري (عليه السلام): " خاطب الله بها قوما من اليهود ألبسوا الحق بالباطل بأن زعموا أن محمدا نبي، و أن عليا وصي، و لكنهما يأتيان بعد وقتنا هذا بخمسمائة سنة. فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه و آله):

أ ترضون التوراة بيني و بينكم حكما؟ فقالوا: بلى. فجاءوا بها، و جعلوا يقرءون منها خلاف ما فيها، فقلب الله عز و جل الطومار الذي كانوا يقرءون فيه، و هو في يد قراءين منهم، مع أحدهما أوله، و مع الآخر آخره، فانقلب ثعبانا له رأسان، و تناول كل رأس منهما يمين من هو في يده، و جعل يرضضه و يهشمه، و يصيح الرجلان و يصرخان.

و كانت هناك طوامير أخر، فنطقت و قالت: لا تزالان في العذاب حتى تقرءا ما فيها من صفة محمد (صلى الله عليه و آله) و نبوته، و صفة علي (عليه السلام) و إمامته على ما أنزل الله تعالى، فقرءاه صحيحا، و آمنا برسول الله (صلى الله عليه و آله)، و اعتقدا إمامة علي ولي الله و وصي رسول الله (صلى الله عليه و آله).

فقال الله عز و جل: { وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَٰطِلِ } بأن تقروا لمحمد (صلى الله عليه و آله) و علي (عليه السلام) من وجه، و تجحدوهما من وجه، و بأن { وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ } من نبوة محمد هذا، و إمامة علي هذا { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أنكم تكتمونه، و تكابرون علومكم و عقولكم، فإن الله- إذا كان قد جعل أخباركم حجة، ثم جحدتم- لم يضيع هو حجته، بل يقيمها من غير جهتكم، فلا تقدروا أنكم تغالبون ربكم و تقاهرونه.

قال الله عز و جل لهؤلاء: { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ } قال: أقيموا الصلاة المكتوبة التي جاء بها محمد (صلى الله عليه و آله)، و أقيموا أيضا الصلاة على محمد و آله الطيبين الطاهرين الذين علي (عليه السلام) سيدهم و فاضلهم. { وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ } من أموالكم إذا وجبت، و من أبدانكم إذا لزمت، و من معونتكم إذا التمست.

{ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ } تواضعوا مع المتواضعين لعظمة الله عز و جل في الانقياد لأولياء الله محمد نبي الله، و علي ولي الله، و الأئمة بعدهما سادة أصفياء الله ".

445/ [2]- الشيخ الطوسي: بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن إسحاق بن المبارك، قال: سألت أبا إبراهيم (عليه السلام) عن صدقة الفطرة، أ هي مما قال الله: { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ }؟ فقال: " نعم ".

446/ [3]- العياشي: عن إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ }؟ قال: " هي الفطرة التي افترض الله على المؤمنين ".

السابقالتالي
2