الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُوۤاْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَٰتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ }

442/ [1]- قال الإمام العسكري (عليه السلام): " قال الله عز و جل لليهود: { وَآمِنُواْ } أيها اليهود بِما { أَنزَلْتُ } على محمد من ذكر نبوته، و انباء إمامة أخيه علي و عترته الطاهرين { مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ } فإن مثل هذا الذكر في كتابكم: أن محمدا النبي سيد الأولين و الآخرين، المؤيد بسيد الوصيين، و خليفة رسول رب العالمين، فاروق هذه الأمة، و باب مدينة الحكمة، و وصي رسول الرحمة.

{ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَٰتِي } المنزلة بنبوة محمد، و إمامة علي و الطيبين من عترته { ثَمَناً قَلِيلاً } بأن تجحدوا نبوة النبي محمد (صلى الله عليه و آله) و إمامة الأئمة (عليهم السلام)، و تعتاضوا عنها عرض الدنيا، فإن ذلك- و إن كثر- إلى نفاد و خسار و بوار.

ثم قال عز و جل: { وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ } في كتمان أمر محمد و أمر وصيه، فإنكم إن تتقوا لم تقدحوا في نبوة النبي و لا في وصية الوصي، بل حجج الله عليكم قائمة، و براهينه بذلك واضحة، قد قطعت معاذيركم، و أبطلت تمويهكم.

و هؤلاء يهود المدينة جحدوا نبوة محمد (صلى الله عليه و آله) و خانوه، و قالوا: نحن نعلم أن محمدا نبي، و أن عليا وصيه، و لكن لست أنت ذاك و لا هذا- يشيرون إلى علي- فأنطق الله ثيابهم التي عليهم، و خفافهم التي في أرجلهم، يقول كل واحد منهم للابسه: كذبت يا عدو الله، بل النبي محمد هذا، و الوصي علي هذا، و لو أذن الله لنا لضغطناكم و عقرناكم و قتلناكم.

فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): " إن الله عز و جل يمهلهم لعلمه بأنه سيخرج من أصلابهم ذريات طيبات مؤمنات، و لو تزيلوا لعذب هؤلاء عذابا أليما، إنما يعجل من يخاف الفوت ".

443/]- العياشي: عن جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن { وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُوۤاْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } ، قال: " يعني فلانا و صاحبه و من تبعهم و دان بدينهم، قال الله يعنيهم: { وَلاَ تَكُونُوۤاْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } يعني عليا (عليه السلام) ".