364/ [1]- قال الإمام العسكري أبو محمد (عليه السلام): " قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) لكفار قريش و اليهود: { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ } الذي دلكم على طريق الهدى، و جنبكم- إن أطعتموه- سبيل الردى. { وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً } في أصلاب آبائكم و أرحام أمهاتكم. { فَأَحْيَٰكُمْ } أخرجكم أحياء { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } في هذه الدنيا و يقبركم { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } في القبور، و ينعم فيها المؤمنين بنبوة محمد و ولاية علي (عليهما السلام) و يعذب الكافرين فيها. { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } في الآخرة بأن تموتوا في القبور بعد، ثم تحيوا للبعث يوم القيامة، ترجعون إلى ما قد وعدكم من الثواب على الطاعات إن كنتم فاعليها، و من العقاب على المعاصي إن كنتم مقارفيها ". 365/ [2]- و قال علي بن إبراهيم: و قوله { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً } أي نطفة ميتة و علقة، فأجرى فيكم الروح { فَأَحْيَٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } في القيامة. قال: و الحياة في كتاب الله على وجوه كثيرة: فمن الحياة: ابتداء خلق الإنسان في قوله:{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي } [الحجر: 29، ص: 73] فهي الروح المخلوقة التي خلقها الله و أجراها في الإنسان{ فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ } [الحجر: 29، ص: 73]. و الوجه الثاني من الحياة: يعني إنبات الأرض، و هو قوله:{ يُحْيِـي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } [الروم: 19، الحديد: 17] و الأرض الميتة: التي لا نبات بها، فإحياؤها بنباتها. و وجه آخر من الحياة: و هو دخول الجنة، و هو قوله:{ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } [الأنفال: 24] يعني الخلود في الجنة، و الدليل على ذلك قوله:{ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ } [العنكبوت: 64].