الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ كَذٰلِكَ يُبيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }

قوله تعالى: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } [219]

1115/ [1]- محمد بن يعقوب: عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابنا، و علي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن علي بن يقطين، قال: سأل المهدي أبا الحسن (عليه السلام) عن الخمر، قال: هل هي محرمة في كتاب الله عز و جل، فإن الناس إنما يعرفون النهي عنها، و لا يعرفون التحريم لها؟

فقال له أبو الحسن (عليه السلام): " بل هي محرمة في كتاب الله ".

فقال: في أي موضع [هي] محرمة في كتاب الله جل اسمه، يا أبا الحسن؟

فقال: " قول الله جل و عز:إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْيَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } [الأعراف: 33].

فأما قوله: ما ظَهَرَ مِنْها يعني الزنا المعلن، و نصب الرايات التي كانت تعرف بها الفواحش في الجاهلية.

و أما قوله تعالى: { وَمَا بَطَنَ } يعني ما نكح آباؤكم لأن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي (صلى الله عليه و آله) إذا كان للرجل زوجة و مات عنها، تزوج بها ابنه من بعده، إذا لم تكن امه، فحرم الله عز و جل ذلك.

و أما الإثم: فإنها الخمرة بعينها، و قد قال الله عز و جل في موضع آخر: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ } فأما الإثم في كتاب الله عز و جل فهي الخمرة و الميسر و إثمهما أكبر، كما قال الله تعالى ".

فقال المهدي: يا علي بن يقطين، هذه و الله فتوى هاشمية.

قال: قلت له: صدقت- و الله- يا أمير المؤمنين، الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت.

قال: فو الله، ما صبر المهدي أن قال لي: صدقت، يا رافضي.

1116/ [2]- و عنه: عن بعض أصحابنا، مرسلا، قال: " إن أول ما نزل في تحريم الخمر، قول الله جل و عز: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ } فلما نزلت هذه الآية أحس القوم بتحريمها و تحريم الميسر و الأنصاب و الأزلام، و علموا أن الإثم مما ينبغي اجتنابه، و لا يحمل الله عز و جل عليهم من كل طريق لأنه قال: { وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ }.

ثم أنزل الله عز و جل:إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [المائدة: 90] فكانت هذه الآية أشد من الاولى و أغلظ في التحريم.

ثم ثلث بآية اخرى، فكانت أغلظ من الأولى و الثانية [و أشد]، فقال الله عز و جل:

السابقالتالي
2 3