الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ وَقُضِيَ ٱلأَمْرُ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ }

1097/ [1]- ابن بابويه، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعادي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، قال: سألت الرضا علي بن موسى (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ }. قال: " يقول: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام، و هكذا نزلت ".

و عن قول الله عز و جل:وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } [الفجر: 22]. فقال: " إن الله عز و جل لا يوصف بالمجيء و الذهاب، تعالى عن الانتقال، و إنما يعني بذلك: و جاء أمر ربك و الملك صفا صفا ".

1098/ [2]- سعد بن عبد الله: عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن إبليس قال:قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [الأعراف: 14] فأبى الله ذلك عليه، فقال:فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ * إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } [الحجر: 37-38] فإذا كان يوم [الوقت] المعلوم ظهر إبليس (لعنه الله) في جميع أشياعه، منذ خلق الله آدم (عليه السلام) إلى يوم الوقت المعلوم، و هي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين (عليه السلام) ".

فقلت: و إنها لكرات؟

قال: " نعم، إنها لكرات و كرات، ما من إمام في قرن، إلا و يكر في قرنه، يكر معه البر و الفاجر في دهره، حتى يديل الله عز و جل المؤمن من الكافر، فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين (عليه السلام) في أصحابه، و جاء إبليس و أصحابه، و يكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات، يقال لها: روحاء، قريب من كوفتكم، فيقتتلون قتالا لم يقتتل مثله منذ خلق الله عز و جل العالمين.

فكأني أنظر إلى أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم، و كأني أنظر إليهم و قد وقعت بعض أرجلهم في الفرات، فعند ذلك يهبط الجبار عز و جل في ظلل من الغمام و الملائكة و قضي الأمر، و رسول الله (صلى الله عليه و آله) بيده حربة من نور، فإذا نظر إليها إبليس رجع القهقرى، ناكصا على عقبيه، فيقول له أصحابه: أين تريد و قد ظفرت؟ فيقول: إني أرى ما لا ترون، إنى أخاف الله رب العالمين فيلحقه النبي (صلى الله عليه و آله) فيطعنه طعنة بين كتفيه، فيكون هلاكه و هلاك جميع أشياعه، فعند ذلك يعبد الله عز و جل، و لا يشرك به شيئا، و يملك أمير المؤمنين (عليه السلام) أربعا و أربعين ألف سنة، حتى يلد الرجل من شيعة علي (عليه السلام) ألف ولد من صلبه ذكرا، في كل سنة ذكر، و عند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة و ما حوله بما شاء الله ".

السابقالتالي
2