351/ [2]- قال الإمام (عليه السلام): " قال علي بن الحسين (عليه السلام) في قوله تعالى: { يَٰـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يعني سائر المكلفين من ولد آدم. { ٱعْبُدُواْ رَبَّكُمُ } أطيعوا ربكم من حيث أمركم، أن تعتقدوا أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، و لا شبيه له و لا مثل، عدل لا يجور، جواد لا يبخل، حليم لا يعجل، حكيم لا يخطل، و أن محمدا (صلى الله عليه و آله) عبده و رسوله، و بأن آل محمد أفضل آل النبيين، و أن عليا (عليه السلام) أفضل [آل محمد، و أن أصحاب محمد المؤمنين منهم أفضل صحابة المرسلين، و أن أمة محمد أفضل] أمم المرسلين. ثم قال عز و جل: { ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ } اعبدوا الذي خلقكم من نطفة من ماء مهين، فجعله في قرار مكين، إلى قدر معلوم، فقدره فنعم القادر رب العالمين. قوله: { ٱعْبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } أي اعبدوا بتعظيم محمد و علي بن أبي طالب (عليهما السلام) { ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ } نسما، و سواكم من بعد ذلك، و صوركم، فأحسن صوركم. ثم قال عز و جل: { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } قال: و خلق الله الذين من قبلكم من سائر أصناف الناس { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } قال: لها و جهان: أحدهما: و خلق الذين من قبلكم لعلكم- كلكم- تتقون، أي لتتقوا كما قال الله عز و جل:{ وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [الذّاريات: 56]. و الوجه الآخر: اعبدوا الذي خلقكم، و الذين من قبلكم، لعلكم تتقون، أي اعبدوه لعلكم تتقون النار، و (لعل) من الله واجب، لأنه أكرم من أن يعني عبده بلا منفعة، و يطمعه في فضله ثم يخيبه، ألا تراه كيف قبح من عبد من عباده، إذا قال لرجل: اخدمني لعلك تنتفع بي، و لعلي أنفعك بها فيخدمه، ثم يخيبه و لا ينفعه، فالله عز و جل أكرم في أفعاله، و أبعد من القبيح في أعماله من عباده ".