الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }

[2]- (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام): " قال الله عز و جل: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بتوحيد الله، و نبوة محمد رسول الله، و بإمامة علي ولي الله { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ } على ما رزقكم منها بالمقام على ولاية محمد و علي ليقيكم الله تعالى بذلك شرور الشياطين المتمردة على ربها عز و جل، فإنكم كلما جددتم على أنفسكم ولاية محمد و علي (عليهما السلام) تجدد على مردة الشياطين لعائن الله، و أعاذكم الله من نفخاتهم و نفثاتهم. فلما قاله رسول الله (صلى الله عليه و آله)، قيل: يا رسول الله و ما نفخاتهم؟

قال: هي ما ينفخون به عند الغضب في الإنسان الذي يحملونه على هلاكه في دينه و دنياه، و قد ينفخون في غير حال الغضب بما يهلكون به.

أ تدرون ما أشد ما ينفخون به؟ هو ما ينفخون بأن يوهموه أن أحدا من هذه الامة فاضل علينا، أو عدل لنا أهل البيت، كلا- و الله- بل جعل الله تعالى محمدا ثم آل محمد فوق جميع هذه الامة، كما جعل الله تعالى السماء فوق الأرض، و كما زاد نور الشمس و القمر على السها.

قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): " و أما نفثاته: فأن يرى أحدكم أن شيئا بعد القرآن أشفى له من ذكرنا أهل البيت و من الصلاة علينا، فإن الله عز و جل جعل ذكرنا أهل البيت شفاء للصدور، و جعل الصلوات علينا ماحية للأوزار و الذنوب، و مطهرة من العيوب و مضاعفة للحسنات ".

[2]- و عنه: " قال الله عز و جل: { إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } أي إن كنتم إياه تعبدون فاشكروا نعمة الله بطاعة من أمركم بطاعته من محمد و علي و خلفائهم الطيبين ".

[3]- (شرح نهج البلاغة): قال: و اعلم أن الذي رويته عن الشيوخ و رأيته بخط عبد الله بن أحمد بن الخشاب (رحمه الله): أن الربيع بن زياد الحارثي أصابته نشابة في جبينه فكانت تنتقض عليه في كل عام، فأتاه علي (عليه السلام) عائدا، فقال: " كيف تجدك أبا عبد الرحمن؟ " قال: أجدني- يا أمير المؤمنين- لو كان لا يذهب ما بي إلا بذهاب بصري لتمنيت ذهابه.

قال: " و ما قيمة بصرك عندك؟ " قال: لو كانت لي الدنيا لفديته بها.

قال: " لا جرم ليعطينك الله على قدر ذلك، إن الله يعطي على قدر الألم و المصيبة، و عنده تضعيف كثير ".

قال الربيع: يا أمير المؤمنين، ألا أشكوا إليك عاصم بن زياد أخي؟ قال: " ما له "؟ قال: لبس العباء و ترك الملاء، و غم أهله و حزن ولده.

السابقالتالي
2