603/ [1]- محمد بن علي بن بابويه: قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه)، قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات، قال: حدثنا محمد بن زياد الأزدي، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: { وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ما هذه الكلمات؟ قال: " هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، و هو أنه قال: يا رب، أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت علي فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم ". فقلت له: يا بن رسول الله، فما يعني عز و جل بقوله: { فَأَتَمَّهُنَّ }؟ قال: " يعني فأتمهن إلى القائم (عليه السلام) اثني عشر إماما، تسعة من ولد الحسين (عليه السلام) ". قال المفضل: فقلت له: يا ابن رسول الله، فأخبرني عن قول الله عز و جل:{ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ } [الزخرف: 28]؟ قال: " يعني بذلك الإمامة، جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة ". قال: فقلت له: يا بن رسول الله، فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن، و هما جميعا ولدا رسول الله (صلى الله عليه و آله) و سبطاه، و سيدا شباب أهل الجنة؟ فقال (عليه السلام): " إن موسى و هارون كانا نبيين مرسلين أخوين، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، و لم يكن لأحد أن يقول: لم فعل الله ذلك؟ و إن الإمامة خلافة الله عز و جل، ليس لأحد أن يقول: لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن؟ لأن الله هو الحكيم في أفعاله{ لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } [سورة الأنبياء: 23] ". و لقول الله تبارك و تعالى: { وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ } وجه آخر، و ما ذكرناه أصله. و الابتلاء على ضربين: أحدهما مستحيل على الله تعالى ذكره، و الآخر جائز. فأما ما يستحيل: فهو أن يختبره ليعلم ما تكشف الأيام عنه، و هذا ما لا يصلح لأنه عز و جل علام الغيوب. و الضرب الآخر من الابتلاء: أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به، فيكون ما يعطيه من العطاء على سبيل الاستحقاق، و لينظر إليه الناظر فيقتدي به، فيعلم من حكمة الله تعالى أنه لم يكمل أسباب الإمامة إلا إلى الكافي المستقل، الذي كشفت الأيام عنه بخير.