الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

575/ [1]- قال الإمام العسكري (عليه السلام): " قال محمد بن علي بن موسى الرضا (عليه السلام): { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ } أي نرفع حكمها { أَوْ نُنسِهَا } بأن نرفع رسمها، و نزيل عن القلوب حفظها، و عن قلبك- يا محمد- كما قال الله تعالى:سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ * إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } [الأعلى: 6-7] أن ينسيك، فرفع ذكره عن قلبك نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها يعني بخير لكم، فهذه الثانية أعظم لثوابكم، و أجل لصلاحكم من الآية الأولى المنسوخة { أَوْ مِثْلِهَا } من مثلها في الصلاح لكم، أي إنا لا ننسخ و لا نبدل إلا و غرضنا في ذلك مصالحكم.

ثم قال: يا محمد { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فإنه قدير يقدر على النسخ و غيره { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } و هو العالم بتدبيرها و مصالحها، و هو يدبركم بعلمه { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ } يلي صلاحكم إذ كان العالم بالمصالح هو الله عز و جل دون غيره { وَلاَ نَصِيرٍ } و ما لكم من ناصر ينصركم من مكروه إن أراد الله إنزاله بكم، أو عقاب إن أراد إحلاله بكم.

و قال محمد بن علي الباقر (عليهما السلام): و ربما قدر الله عليه النسخ و التنزيل لمصالحكم و منافعكم، لتؤمنوا بها، و يتوفر عليكم الثواب بالتصديق بها، فهو يفعل من ذلك ما فيه صلاحكم و الخيرة لكم.

ثم قال: { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } فهو يملكهما بقدرته، و يصلحهما بحسب مشيئته، لا مقدم لما أخر، و لا مؤخر لما قدم.

ثم قال الله تعالى: { وَمَا لَكُمْ } يا معشر اليهود، و المكذبين بمحمد (صلى الله عليه و آله)، و الجاحدين لنسخ الشرائع { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } سوى الله تعالى { مِن وَلِيٍّ } يلي مصالحكم، إن لم يدلكم ربكم للمصالح { وَلاَ نَصِيرٍ } ينصركم من دون الله، فيدفع عنكم عذابه ".

576/ [2]- العياشي: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله: { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }.

قال: " الناسخ ما حول، و ما ينساها مثل الغيب الذي لم يكن بعد، كقوله:يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } [الرعد: 39] ". قال: " فيفعل الله ما يشاء و يحول ما يشاء، مثل قوم يونس إذ بدا له فرحمهم، و مثل قوله:فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ } [الذاريات: 54]- قال-: أدركهم برحمته ".

577/ [3]- عن عمر بن يزيد، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، عن قول الله: { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }؟ فقال: " كذبوا ما هكذا هي، إذا كان ينسخها و يأتي بمثلها لم ينسخها ".

السابقالتالي
2