قوله تعالى: { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } - إلى قوله تعالى- { مَن كَانَ تَقِيّاً } [58- 63] 6908/ [1]- علي بن إبراهيم، قال: قوله تعالى فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ و هو الرديء ، و الدليل على ذلك قوله تعالى { أَضَاعُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً }. ثم استثنى عز و جل، فقال: { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً }. 6909/ [2]- محمد بن العباس، قال: حدثنا جعفر بن محمد الرازي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن بريد بن معاوية، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يسجد في سورة مريم، حين يقول: { وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً } و يقول: نحن عنينا، و نحن أهل الهدى و الصفوة ". 6910/ [3]- و عنه، قال: حدثنا محمد بن همام بن سهيل، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجار، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً }. قال: " نحن ذرية إبراهيم، و نحن المحمولون مع نوح، و نحن صفوة الله، و أما قوله: وَ مِمَّنْ هَدَيْنا وَ اجْتَبَيْنا فهم - و الله - شيعتنا الذين هداهم الله لمودتنا و اجتباهم لديننا، فحيوا عليه، و ماتوا عليه، و وصفهم الله بالعبادة، و الخشوع، و رقة القلب، فقال: إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَ بُكِيًّا، ثم قال عز و جل: { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً }. و هو جبل من صفر يدور في جهنم، ثم قال عز و جل: { إِلاَّ مَن تَابَ } من غش آل محمد { وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } إلى قوله: { كَانَ تَقِيّاً } ". 6911/ [4]- علي بن إبراهيم، قال: و قوله: { جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً * لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا } - يعني في الجنة - { لَغْواً إِلاَّ سَلاَماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } قال: ذلك في جنات الدنيا قبل القيامة، و الدليل على ذلك قوله: { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } فالبكرة و العشي لا تكون في الآخرة في جنات الخلد، و إنما يكون الغدو و العشي في جنات الدنيا التي تنتقل إليها أرواح المؤمنين، و تطلع فيها الشمس و القمر.
