الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ صَبِيّاً } * { وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً } * { وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً } * { وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَياً }

قوله تعالى:

{ يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ صَبِيّاً * وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ } - إلى قوله تعالى - { وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَياً } [12- 15]

6855/ [1]- محمد بن العباس، قال: حدثنا علي بن سليمان الرازي، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف ابن عميرة، عن حكم بن أيمن، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام): يقول: " و الله، لقد اوتي علي (عليه السلام) الحكم صبيا، كما اوتي يحيى بن زكريا الحكم صبيا ".

6856/ [2]- العياشي: عن علي بن أسباط، قال: قدمت المدينة و أنا أريد مصر، فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليهما السلام)، و هو إذ ذاك خماسي، فجعلت أتأمله لأصفه لأصحابنا بمصر، فنظر إلي، و قال: " يا علي، إن الله قد أخذ في الإمامة كما أخذ في النبوة، فقال سبحانه عن يوسف (عليه السلام):وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً } [يوسف: 22]، و قال عن يحيى (عليه السلام): { وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ صَبِيّاً } ".

6857/ [3]- محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن يزيد الكناسي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): أ كان عيسى بن مريم (عليه السلام) حين تكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه؟ فقال: " كان يومئذ نبيا حجة لله غير مرسل، أما تسمع لقوله حين قال:إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً } [مريم: 30-31] ".

قلت: فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال و هو في المهد؟ فقال: " كان عيسى في تلك الحال آية للناس، و رحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها، و كان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال، ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان، و كان زكريا الحجة لله عز و جل على الناس بعد ما صمت عيسى سنتين، ثم مات زكريا (عليه السلام)، فورثه ابنه يحيى الكتاب و الحكمة، و هو صبي صغير، أما تسمع لقوله عز و جل { يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ صَبِيّاً } ، فلما بلغ عيسى (عليه السلام) سبع سنين تكلم بالنبوة و الرسالة حين أوحى الله تعالى إليه، فكان عيسى الحجة على يحيى و على الناس أجمعين ".

و الحديث يأتي بتمامه - ان شاء الله تعالى - في قوله تعالى:قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً }

السابقالتالي
2